ماقصة المثل القائل حُط بالخُرج..!
نسلط لكم اليوم الضوء على مثل يتداوله الناس بكثرة في بلاد الشام، و يقال لأيِّ شيءٍ يُراد تركه أو عدم الوقوف عنده أو التعليق عليه. وأصل المثل حكاية أو قصة من القصص المتواترة على ألسنة الناس.
تعتبر الأمثال والحكم من أكثر العبارات المتدوالة بين الناس في جميع أنحاء العالم، حيث تمتاز الأمثال العربية بالقوة من حيث التركيب اللغوي ومتانة الأسلوب وجماله.
نسلط لكم اليوم الضوء على مثل يتداوله الناس بكثرة في بلاد الشام، و يقال لأيِّ شيءٍ يُراد تركه أو عدم الوقوف عنده أو التعليق عليه. وأصل المثل حكاية أو قصة من القصص المتواترة على ألسنة الناس.
وعادة ما نردده للاستهزاء من امر ما ،لاستحالة حدوثه ،او عدم التاكد من حدوثه .او ان نسمع حديثا من شخص ما ولم يعجبنا لعدم مصداقيته . والخُرج عبارة عن قطعة من الخيش على شكل جيبتين متقابلتين توضعان على ظهر الحمار وتعني “ضع الشيء”. ويضع فيهما الفلاح حاجياته اثناء التنقل .
تدور أحداث قصة المثّل ، حُط بالخُرج ، في قديم الزمان يروى أنه كان هناك رجل دين اُشتهر بالتقوى والفضيلة والورع الشديد ، وكان صاحب طريقة في عمل البر، فكان يعتبر أن إشاعة الخير بين الناس، هي بداية التقوى، لذلك كان يجمع الصدقات، من الأغنياء ويوزعها على الفقراء بطريقة خالية من الاحراج تماماً.
كان يطوف رجل الدين التقي الورع، على فرسه من مكان إلى آخر، ويضع تحته خُرجاً، توضع فيه الإعانات، فإذا تقدم إليه رجلٌ بمبلغ من المال، قال له : حُط بالخُرج، دون أن يهتم بمعرفة قيمة المبلغ المالي، الذي تصدق به كل واحدٍ.
وكان كلما صادف أحداً محتاجاً ، يقول له : خُذ من الخُرج ، فيكون بذلك جميع المتصدقين، سواسية في نظره، ومن يأخذ يكون غير محرج، بما مد إليه يده وأخذه من الخُرج ، وهكذا اشتهرت عبارة، حُط بالخُرج ، بين الناس ، فصارت مثلاً معروفاً وشهيراً ، تناقلته الألسن ، حتى زماننا الحالي.
وقد نسب(المثل) إلى الأمير السيِّد جمال الدين عبد الله التنوخي الذي كان من أكثر أعلام التقوى والفضيلة، و إلى ابن عمِّه الأمير سيف الدين يحيى التنوخي من قرية “عبية” في لبنان.