ع الوعد ياكمون!
يحكى ان رجلاً حكيماً، كان قد إشتهر وذاع صيته في شتى مجالات الحكمة وقد سُمّي لقمان الحكيم و قيل أن لقمان الحكيم كان قد تشاطر عليه تلميذ له يدعى (كمّون), فبعد أن بلَغَ (كمّون
يحكى ان رجلاً حكيماً، كان قد إشتهر وذاع صيته في شتى مجالات الحكمة وقد سُمّي لقمان الحكيم و قيل أن لقمان الحكيم كان قد تشاطر عليه تلميذ له يدعى (كمّون), فبعد أن بلَغَ (كمّون) هذا من العلم لابأس به، و بلغَ به الكره والحسد لمعلمه لقمان، أخذ يتحدّى لقمان الحكيم علانية كي يتخلص منه ويكسب شهرة بين الناس.
جاء ذات يوم (كمّون) ، وقال للقمان الحكيم :
– يا لقمان سأصنعُ سُمّاً وأسقيكَ به، وتصنَعَ سُمّاً وتسقينني به !! ولنرى أيُّنا أبرَعَ من الآخر ، وأيُّنا أقوى سُمّاً ؟؟
وما كان من لقمان إلاّ الموافقة، لأنه على يقين من أنه الأبرع لِما كانَ لديه من علم ودراية يمكّنانه من الوثوق بعلمه وبإعتداد وإيمان قويين ثابتين.
– قال موافق يا (كمّون)، لكَ ما طلبت !
– فسارع (كمّون) بالقول، سأبدأ أنا أولاً.!!
– قال لقمان ، لكَ ما طلبت أيضاً !
ذهب (كمّون) لبيته ، وأخذ يعد سمّه طوال الليل، في صباح اليوم التالي أعطاه للقمانَ، فشربه لقمان سريعاً، وذهب (كمّون) لبيته ينتظر النتيجة لفعل السم الذي صنعه بأخبثِ الطرق كي لا يتمكن لقمان من إيجاد الترياق المضاد له .
ثم تقول الحكاية ، أن لقمان كان قد طلب من زوجته واولاده في حال لم تفلح محاولاته في ايجاد الترياق المناسب، أن ينزعوا عنه ملابسه، وأن يقوموا بتجريح جسمه بنصل حاد في أماكن محدّدة ، وبأن يرموه خارجاً في العراء عند (مزبلة اوساخ) بعد أن يدهنوا جسمه بالعسل ليتجمّع الذباب والحشرات على جسمه !!
وهذا ما حدث … فبعد ان غاب لقمان عن وعيه قامت زوجته وأولاده بفعل ما طلب ورموه خارجاً
لم يدم الأمر طويلاً حتى تجمعت فوق جسده المتعرّق اسراب من الذباب والنحل, ولبثت فوقه حتى امتصت الحشرات من جسمه كمية من الدم كافية لإستبداله بدم جديد !! وبهذه الطريقة الحكيمة قد عالج التسمم بواسطة التجريح (الحجامة)، و(العسل) هنا كان الطعم للذباب !! كي يجذبه ، ثم ليقوم بإمتصاص دمه المُسمّم ، والذي هو أشهى عند الذباب من طعم العسل !
فلبث لقمان مُلقىً هناك طوال النهار، ثم تململَ بعد حين ، فقام صحيحاً مُعافى ، ورجع إلى بيته ،، والتزم الصمت!
سَمِعَ (كمّون) بخبر نجاة الحكيم من الضربة السُمّية التي وجهها له، فجلس ينتظر دوره
مر يوم ، يومين وانقضى الاسبوع الأول.. !! ولقمانَ مُعتكفٌ ببيته كعادتهِ ، يشتغلُ بأموره المٌعتادة!
بلغَ الإنتظار طويلاً و(كمّون) يتلّظى على نار مُحرقة !! ، فبلغَ بهِ الحنق إلى أن جاءَ إلى لقمان ..!!
وطرق بابه ليقول له : ها ؟؟ … متى تسقيني السم ؟ .
أجابه لقمان بكل برود أعصاب : أسقيكَ ، أسقيكَ يا (كمّون) !! .. أي سأسقيكَ فلا تستعجل ! ولقمان يهز رأسه بهدوء.
رجع (كمّون) بين الفرح والترح!! ينتظر ذلك اليوم، وهو يخمن أين ستكون ضربة السم المُخصصة .. أللقلب ؟ .. للأعصاب ؟ .. للمُخ ؟ … فضاقت ثم احتارت به الأفكار والظنون !
مكث فترة ، ثم جاء للقمان وطرق بابه !!
– أيا لقمان ؟؟ … متى تسقيني ؟ … متى تسقيني يالقمان ؟؟ !!
– أجابه : أسقيك يا(كمّون) ،،، لا تستعجل ! ويهزّ رأسه إيجاباً .
– (كمّون) : يا لقمان أنت توعدني وتخلف ،، فمتى يكون موعدك ؟
– لقمان : أسقيك يا (كمّون)، فأنا عالوعد يا(كمّون)
وهكذا بلغ الخوف والرعب وقلة النوم بـ(كمّون)، حتى بلغت روحه وخرجت من الترقّب وعدم تصوّر قدرة السم ، بل وأين ستكون الضربة ، فلقد مات (كمّون) من الهم والنكد!!
وهكذا وبكل حنكة وحكمة استطاع لقمان الحكيم أن يتغلب على (كمّون) الذي تجرأ عليه دون ان يلمسه، فقتله الهم والقلق وذهب عقله من الأرق !!
وذهبت اجابة لقمان مثلاً للدلالة على طول انتظار وعد شخص ما دون حدوث ما وعد
عالوعد يا (كمّون).