سلطنة زنجبار
قامت سلطنة زنجبار في جزيرة زنجبار والسواحل الشرقية لشرق أفريقيا بين عام 1856 م – 1964م)، والقصة في عهد السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي سلطان عُمان وجزء من الهند وإيران
قامت سلطنة زنجبار في جزيرة زنجبار والسواحل الشرقية لشرق أفريقيا بين عام 1856 م – 1964م)، والقصة في عهد السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي سلطان عُمان وجزء من الهند وإيران ، طارد البرتغاليين في شرق أفريقيا وكون أمبراطورية امتدت من غرب السند وإيران شمال وصولا السواحل الشرقية لأفريقيا ( جزء من الصومال إلى أطراف جزر القمر) ، خلف هذا السلطان ولدين يحكمان هما ماجد وثويني ، وبعد أن استرد العمانيون زنجبار من البرتغاليين وطردوهم منها عام 1109 هـ/ 1698 م، أنشؤوا فيها الحاميات ،
لكن ماجد وثويني لم يتفقا على إبقاء الامبراطورية كما كانت فاستقل ماجد بزنجبار وثويني بعمان والأجزاء الجنوبية الغربية من الهند وإيران،
على أن يقوم ماجد بأعطية لأخيه من خيرات زنجبار، لكن الانجليز بدأوا يتضايقون من سلطنة سلطان زنجبار ونفوذه في أفريقيا،فقاموا باحتلال المنطقة تلو الأخرى ، وبعد توقيع معاهدة هليجولاند بين ألمانيا وبريطانيا حول تقسيم أفريقيا عام 1890، أضحت زنجبار محمية بريطانية خلال حكم علي بن سعيدالبوسعيدي ،وفي أغسطس من عام 1896 وقعت الزنج ولمدة 38 دقيقة و الحرب الانجليزية الزنجبارية و التي تعتبر أقصر حرب بالتاريخ أقل من 40 دقيقة ، تم قصف قصر السلطان خالد بن برغش
وقصف المدينة من قبل الانجليز، مما حدا بالسلطان إلى الاستسلام فنفته بريطانيا خارج زنجبار، وقاموا بتعيين حمود بن محمد البوسعيدي سلطانا على زنجبار تحت الهيمنة البريطانية، خلف السيد حمود ابنه السيد علي بن حمود اليوسعيدي وبعد علي بن حمود صعد للحكم السيد خليفة بن حارب وهو حفيد سلطان عمان ثويني بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي، وزوج أخت السلطان السابق لزنجبار السيد علي بن حمود ، وخلفه ولده عبدالله بن خليفة اليوسعيدي ثم جمشيد بن عبدالله البوسعيدي، حكم 5 أشهر ثم أعطته بريطانيا الاستقلال وبعد شهر تم الإطاحة به والانقلاب على حكمه في مذبحة وتطهير عرقي للعرب راح ضحيتها العرب خصوصا العمانيين والحضارم.
يقول الكاتب نصر البوسعيدي ( في الواقع، فإن الإنجليز، وخلال فترة حمايتهم لزنجبار نهبوا خيراتها، وزرعوا فيها الفرقة، والبغض، والنزاعات بين أفراد شعب عاش، وتزاوج فيما بينه في ظل وحدة وطنية لا ينظرون فيها إلى الأصول التاريخية
لقد نجحت الدول الاستعمارية وبالأخص بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا في تقسيم شرقي أفريقيا إلى وحدات سياسية وتقسيم الشعوب إلى مجموعات صغيرة كل واحدة منها تبحث عن مصالحها الذاتية وليست الوطنية) يقول الكاتب المصري صالح محروس محمد متسائلا هل هو ثورة أم انقلاب أم مؤامرة أم احتلال تنجانيقي؟، ووضّح كذلك الدور الحقيقي في هذه الأحداث (البريطاني – الإسرائيلي – الأمريكي ) شخصيات مثل نيريري وعبدالرحمن بابو- جون أوكيلو – عبيد كارمي من انقلاب يناير 1964.
لقد قامت بريطانيا بدور فعال في انقلاب كانون الثاني/ يناير حيث أشاعت الدعاية المغرضة ضد العرب لزرع بذور الحقد والكراهية ضدهم وإظهارهم على أنهم تجار رقيق وصنعوا تماثيل توضح أن العربي يجر الأفريقي بالسلاسل إلى سوق الرقيق بالإضافة إلى أنهم وحدهم ملاك الأراضي ومزارعي القرنفل والصفـوة، وأن الأفارقة لا يجدون طعاماً ولا فرص عمل.
وأسهمت بريطانيا بشكل مباشر في أحداث الإنقلاب عام 1964 عن طريق مساعدة المتمردين بتسريح مسؤول الشرطة البريطاني لرجال الشرطة وأخذ مفاتيح مخازن السلاح من العدد القليل من رجال الشرطة الذين كانوا موجودين.
ورفضت بريطانيا التدخل في زنجبار لمساعدة السلطان سواء منها أو من دول شرق أفريقيا. وعندما تمرد الجيش في كل من تنجانيقا وأوغندا وكينيا سارعت القوات البريطانية التي كانت موجودة في كينيا بقمع هذه التمردات بسرعة، مما يوضح الدور البريطاني المتعاون مع الإسرائيلي لتحقيق هدف واحد وهو القضاء على الحكم العربي في زنجبار.
لقد قدمت الحكومة الإسرائيلية الدعم المالي والأسلحة لأوكيلو الأوغندي الأجنبي ورجاله عن طريق مكتب رجل الأعمال اليهودي ميشا فينسيبر Misha Feinsiber وحزب نيريري في تنجانيقا بواسطة أوسكار كمبونا Oscar Kambona، السكرتير العام لحزب تنجانيقا القومي TANU، الذي كان صديقاً شخصياً لعبد الله قاسم هانجا (كان على علاقة بإسرائيل عبر السفارة الإسرائيلية في دار السلام وذهب إلى دار السلام ليلة الانقلاب) والذي سافر إلى الجزائر وأقنع أحمد بن بلة رئيس الجزائر آنذاك بتزويده بالأسلحة لسبب ظاهري وهو استخدامها تحت قيادة لجنة الحرية التي كان رئيسها.
وبالفعل أبحرت سفينة محملة بالأسلحة اسمها ابن خلدون ليلة الانقلاب بالإضافة إلى الأسلحة التي جاءت من “إسرائيل” إلى السفارة الإسرائيلية في دار السلام فالذين قاموا بالانقلاب (أوكيلو الأوغندي ورجاله) هم من أفارقة البر ليس لهم مصلحة سوى أنهم جنود مرتزقة تم تمويلهم من “إسرائيل” بمساعدة أعداء النظام العربي مثل بعض رجال الحزب الأفروشيرازي مثل سيف بكري رئيس اتحاد شباب الحزب وعبد الرحمن بابو ورجاله الذين تدربوا في كوبا على استخدام الأسلحة والقيام بالانقلاب ضد الوجود العربي، ونيريري وحزبه المؤيد من “إسرائيل” حيث كان يحصل على مكاسب منها مقابل ذلك.
خططت ودعمت “إسرائيل” الانقلاب بسبب اتجاه القادة العرب في زنجبار من أمثال علي بن محسن برواني وغيره إلى الدول العربية وسعيهم إلى التحاق زنجبار بجامعة الدول العربية كي تكون دولة عربية إسلامية.
وكان لحاكم تنجانيقا نيريري دور في انقلاب عام 1964 حيث زار زنجبار قبل الاستقلال ودعم فكرة الوحدة الإفريقية ضد الحكم العربي وساهم في نشأة الحزب الأفروشيرازي المناهض للوجود العربي ونقل الدعم الإسرائيلي (المالي والعسكري) للمتمردين إلى إتحاد شباب الحزب الأفروشيرازي ورجال أوكيلو بمساعدة السكرتير العام للحزب تنجانيقا القومي أوسكار كمبونا.
ورفض مساعدة السلطان وحكومة شامت للوقوف ضد قادة الانقلاب ثم دَعم النظام الجديد بإرسال رجال شرطة لإعادة النظام والأمن وكذلك دعم فكرة الاتحاد مع زنجبار أيضًا لدعم حكومة الانقلاب
واختلف في عدد الضحايا واللاجئين والمعتقلين في أحداث انقلاب كانون الثاني/ يناير فى زنجبار من خمسة آلاف قتيل إلى عشرين ألف قتيل أغلبهم من العرب (عرب عُمان) وفر عدد كبير منهم إلى دول الخليج العربية بملابسهم فقط تاركين منازلهم وأموالهم. واعتقل الآلاف منهم في أبشع مذبحة عنصرية عرفها التاريخ العربي الحديث، وتم زج الكثير منهم في السجون.
وبعد الإطاحة بدولة السلطان جمشيد بن عبدالله البوسعيدي ، أعلن عبيد كرومي رئيسا على جمهورية زنجبار وبيمبا الشعبية،
لمدة أقل من عام وسرعان ما اتحدت مع دولة تانجانيقا لتكون جمهورية تنزانيا الاتحادية ( تنغانيقا+ زنجبار)،
من النتائج السياسية لهذه الأحداث عدم الاستقرار السياسي حيث شهدت زنجبار بعد الاتحاد عدة اغتيالات واعتقالات ونفى لبعض القادة السياسيين فتم سجن الشيخ علي بن محسن البرواني وأحمد اللمكي أشهر القادة العرب. وتم سجن عبد الله بن قاسم هانجا أحد المشاركين في أحداث يناير وقتله في السجن بواسطة نيريري وعبيد كارومي ثم اغتيال كارومي على يد حمود بن محمد بن حمود البروانى الحارثي ). ثم سجن عبد الرحمن محمد بابو الحضرمي بعد اغتيال كارومي.
ملاحظة : (تم إلغاء بيع العبيد عام 1873 ثم تم إلغاء العبودية وتحرير الرقيق عام 1909 في زنجبار)