عندما تكون المرأة عدوة نفسها وعدوة بقية النساء!
بغضّ النظر عن إنتاج سيمون دي بوفوار سواءً الفلسفي أو الأدبي، وبغضّ النظر عن رأيها في طبيعة وشكل العلاقة بين الرجل و المرأة، أيّدت (البيدوفيلية) بشكل صريح، و بعض القصص التي ذُكرت عنها في هذا الموضوع تحديداً، أقلّ ما يُقال عنها أنّها مخجلة ومسيئة لكل حقوق الطفولة والإنسانية!.
بغضّ النظر عن إنتاج سيمون دي بوفوار سواءً الفلسفي أو الأدبي، وبغضّ النظر عن رأيها في طبيعة وشكل العلاقة بين الرجل و المرأة، أيّدت (البيدوفيلية) بشكل صريح، و بعض القصص التي ذُكرت عنها في هذا الموضوع تحديداً، أقلّ ما يُقال عنها أنّها مخجلة ومسيئة لكل حقوق الطفولة والإنسانية!.
عزيزتي النسويّة، المؤيدة لدارين حليمة و الممسوخات المماثلات لها، أرجو أن تكوني أكثر اطّلاعاً و بحثاً قبل أن تُسيئي للأنوثة برمّتها بثرثرتك هنا وهناك عن تبجيلك لشخصيات كهذه!!!.
أُدرِك أنّ واقع المرأة مثير للبكاء و التشاؤم، لكن متابعة وتمجيد بعض الحمقاوات، دفع عدد كبير من الفتيات في سنّ المراهقة إلى الانتحار تحت ضغط ظروفهن و الظلم الذي تعرضن له من جهة و تحريض بعض الجاهلات لهنّ من جهة ثانية، أو تفاقمت مشاكلهن وتأزّمت دون تقديم حلّ حقيقي قابل للتنفيذ في حدود إمكاناتهن و معيشتهن، والمؤسف أن بعضهن و تحت تأثير الواقع الافتراضي و تقديس الرذيلة، اخترن أسرع الطرق، المسدودة و أقساها، بالتوجه للانحراف .
دارين حليمة يا عزيزتي، تعيش حياتها طولاً وعرضاً، في دولة أوروبيّة، و لا أعلم حقيقةً، ما تحصيلها الدراسيّ أو العلميّ الذي يؤهلها لقيادة “الفكر النسوي”!،
لكن ما أعلمه أنّها تتخذ من قضايا الأنثى الحقيقيّة وسيلة للشهرة، و أنّها فعلت كما فعل أسوأ الرجال وحصرت الأنوثة في جسد عارٍ لا يحركه سوى الشبق و الانفلات في علاقات عشوائية لا توصيف لها سوى أنها “قذرة” تبخس الأنثى حقّها كما يبخس أحدهم حق ابنته ببيعها جسداً يجيد التفريخ، لرجل لا تكنّ له أيّ عاطفة.
في النقد للتحرر الجنسي الذي ظهر وتبلور في الغرب، يمكننا القول بأنّ الشعار المرغوب، كان حرية الميول، حرية العلاقات الجنسية، لكنّ حقيقة الأمر كانت استبدال العاطفة الإنسانية بالجسد.. دون أي حقّ مضمون للأنثى بعد ذلك. أعلم أن الزواج “صفقة” حتى لو كان الحبّ هو الدافع إليه، ألا يُقال أن الحبّ وسيلة للوصول إلى الجنس و تبريره؟.
أعلم أنّ الحبّ العذريّ كان تيّاراً شعرياً، أكثر من كونه مُعبّراً عن النوايا و ما يكمن في النفوس!… لكنّك في رفضك للزواج القانوني ، استبدلتي الصفقة-(التي قد تُحصّل لك التزاماً ما من الرجل بتحمل مسؤولياته، أو على الأقل إجباره على القيام بواجباته قانونياً)- بعلاقة عابرة لن يحمل عواقبها أحدٌ سواك، ولكي أكون صريحة معكِ، أنتِ أمام خيارين أحلاهما مرّ، كما يُقال.
أمر آخر، هو أنّ ما تتبعه نسويات العصر الحديث عن “الجنس”، والذي هو غريزة طبيعية لا جديد فيها ولا اختراع ذرة، و اتخاذ حديثهن عنه صورة إيروتيكية بحتة، بدلاً من مناقشة الأمور علمياً أو أخلاقياً أو قانونياً، لا يُعد انتصاراً لحقوق المرأة أو حرية التعبير!، بل هو مجرد تفاهة تصرف النظر عن القضايا الحقيقيّة و تحرف الفكر عن إيجاد حلّ لكلّ المشكلات من تعنيف وحرمان التعليم و زواج القاصرات و استعباد المرأة بكل الحجج والأشكال.
لا أحد يمنعك من القراءة و الثقافة، لكن تعلّمي لمن وكيف تقرأين. ظروف بعض النسويات في الخارج سواءً بتوّفر حماية لهنّ من المنظمات أو القانون، مختلف عن ظروف فتاة عراقية يتيمة الأب محكومة بأخ يعنّفها وفقاً لتقلبات مزاجه الساديّ، و أم ظالمة لا صوت لها إلّا في التحريض على الضرب والأذية ، لينتهي الأمر بفاطمة زياد السامرائي، منتحرة….
تحت ثقل الفصام الذي خلقه اختلاف الواقع عن صفحات النسويات الافتراضية. لطالما علّقت على نساء داعش مغسولات العقول، بجملة (حينما تكون المرأة عدوة نفسها وعدوة بقية النساء )، وهذا ينطبق على نسويات العصر أيضاً، كلّهن سواء ، حتى لو اختلفت المظاهر .