ابدأْ بتحديد طابعٍ ونموذجٍ في سلوكك تلتزم به، سواء كنت منفردًا أو مع الآخرين
تنبه الفلاسفة اليونان منذ القدم إلى أن إدراك الإنسان للأشياء وليس الأشياء نفسها- تلعب دوراً هاماً في تحديد نوع استجابته وهي التي تسم سلوكه وتصفه بالاضطراب أو السواء، وفي هذا الصدد يقول الفيلسوف الروماني “إيكتيوس”
تنبه الفلاسفة اليونان منذ القدم إلى أن إدراك الإنسان للأشياء وليس الأشياء نفسها- تلعب دوراً هاماً في تحديد نوع استجابته وهي التي تسم سلوكه وتصفه بالاضطراب أو السواء، وفي هذا الصدد يقول الفيلسوف الروماني “إيكتيوس”.
- الزَمِ الصمت ما استطعت ولا تتكلم إلا في الضرورة وبكلمات موجزة. ولكن إذا اقتضى الأمرُ، في أحيانٍ نادرة، أن تتحدَّث، فلتتنكَّب الحديثَ في الأشياءِ الشائعة: عن المجالدين أو عن سباقات الخيل أو عن الرياضيين، أو عن الأطعمة أو الأشربة، تلك الموضوعات المبتذَلة للحديث. وتنكَّبْ بصفةٍ خاصة الحديث عن الناس، سواء بالذم أو بالمدح أو بعقد المقارنات بينهم. عليك أن تستميل رفاقك، ما استطعت، إلى الحديث فيما يليق. أمَّا إذا ألقَتْ بك الظروف بين غُرباء، فلتصمت.
- إياك وكثرة الضحك، سواء بتحيُّنه أو بالإطالة فيه. اجتنب الحَلف تمامًا إن أمكن، فإذا لم يُمكن فاجتنِبْه جُهدَ ما تستطيع.
- تجنَّب المحافلَ الشعبيةَ والسوقية، فإذا ما دعت الظروف فلتأخذ كل الحذر من أن تنزلق إلى الإسفاف دون أن تدري. ولتعلم أنه مهما يكن المرء نقيًّا، فإن رفيقَ السوء لا بد من أن يلوِّثه.
- أمَّا عن ضروريات الجسد، فلا تأخذ منها إلا الكفاف؛ كاللحم والشراب والكساء والمأوى والخدم، وقاطِعْ كل ما يتصل بالأُبَّهَة والترف.
- أمَّا الجنس فتعفَّفْ عنه ما استطعت قبل الزواج. فإذا مارستَه فلتكن ممارسةً مشروعة. ولكن لا تكن فظًّا ولا مضيِّقًا تجاه من يستبيحون لأنفسهم هذه الأشياء. ولا تُكثر من التباهي بأنك لا تفعل ذلك.
- إذا أنبأك شخصٌ بأن فلانًا يتحدث عنك بما يسيء فلا تدافع عن نفسك ضد ما قال، بل قُل: «إنه لا يعرف بقية عيوبي، وإلا لما اقتصر على هذه.»
- ليس عليك أن تُكثر من حضور المباريات. فإذا شاءت الظروف أن تكون هناك فلا تُبدِ حرصًا تجاه أي طرفٍ أكثر من حرصك على نفسك! أي أرِدِ الأشياء أن تكون ما تكونه فحَسْب، وأن يفوز الذي يفوز فحَسْب. فهكذا تَسْلَم من أي متاعب. ولكن امتنِعْ تمامًا عن الهتاف والسخرية والانفعالات العنيفة. وعندما تنصرف لا تُكثِر من التعليق على ما حدث، وعلى ما لا يُسهمُ في صلاح حالك، وإلا بدا من حديثك أنك مأخوذٌ بالمشهد أكثر من اللائق.
- لا تُهرَع إلى الندوات الخاصة وتُعجِّل في حضورها. فإذا حضرتَ فاحتفِظْ برصانتك واتِّزانك، ولكن تجنَّبْ أن تكون ممتعضًا نَكِدًا.
- إذا ذهبت للاجتماع بأحدٍ، وبخاصةٍ بمَن هو من عِلْيَة القوم، فتمثَّل في نفسك كيف كان سقراط أو زينون قَمِينًا أن يَسْلُك في مثل هذا الموقف، ولن تعدم إذ ذاك التناول الصحيح لأي شيء يَتِمُّ.
- إذا ذهبتَ لتمثُلَ أمام أيِّ شخص ذي سلطان، فتخيَّل في نفسك أنك قد لا تجِدُه بالمنزل، أنك قد لا يُسمَح لك بالدخول، أن الأبواب قد لا تُفتَح لك، أنه قد لا يُعيرك اهتمامًا. فإذا كان من واجبك رغم كل هذا أن تذهب، فاحتمِلْ ما يحدث، وإياك أن تقول (لنفسك): «لم يكن الأمر يستأهل.» فهذا إسفافٌ ومِن شيمةِ مَن تُزعجه الأشياء الخارجية.
- تجنَّب في محادثاتك أن تُكثر من ذكر مغامراتك ومن الإطالة في الحديث عن الأهوال التي صادفتَها، فمهما تكن هذه شائقةً لك، فما هو بشائقٍ للآخرين بنفس الدرجة أن يسمعوا مغامراتك. تجنَّب بالمِثل محاولة إثارة الضحك، فهذا منزلَقٌ قد يهوي بك إلى الإسفاف، وهو جديرٌ أيضًا أن يذهب بهيبتِك لدى جلسائك.
من العادات الخطرة أيضًا الاقتراب من البذاءة. فإذا وقع أيُّ شيءٍ من ذلك فانْهَر من أقدَمَ عليه إذا سمحت الظروف. فإذا لم تسمح فليكن صمتك على الأقل وخجلك وامتعاضُ سِحْنَتِك مُعبِّرًا بوضوح عن استيائك من هذا الحديث.