ما هي قصة ظهور مدفع رمضان
بدأت قصة مدفع رمضان تنتشر في الدول الإسلامية. بداية من بلاد الشام، ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت
بدأت قصة مدفع رمضان تنتشر في الدول الإسلامية. بداية من بلاد الشام، ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت، حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك عام 1907م، ثم انتقل إلى كافة دول الخليج ، وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب إفريقيا، مثل تشاد والنيجر ومالي ودول وسط وشرق آسيا. وهناك عدة روايات حول تارخ نشأته نذكر منا:
الرواية الاولى:
ظهر لأوّل مرّة في دمشق في عهد الوالي أسعد باشا العظم والي دمشق في عام 1742م ؟ ففي أحد الأيام ثبتت رؤية هلال رمضان بعد العشاء فأمر بضرب المدافع وكان الوقت عند منتصف الليل وذلك لتنبيه الناس بأنه تم ّ اثبات هلال شهر رمضان , فاستيقظ سكان دمشق على صوت المدفع مذعورين مندهشين , وازدحمت الشوارع وقتها لاستطلاع الخبر , وعندما علمو بالأمر فتحت الدكاكين أبوابها وفي مقدمتهم الأفران والبقّاليّات ثمّ تطوّر هذا التقليد بعدها , وصار شيئا” ملازما” لشهر رمضان والأعياد فيما بعد في دمشق .
اوّل مكان وضع فيه مدفع رمضان في دمشق على سطح قلعة دمشق ، وكان يسمع في أنحاء دمشق كلّها لصغر المدينة وقت ذاك والتي كانت أحياؤها متوضّعة حواليّ القلعة .
و في عهد الانتداب الفرنسي تحوّلت القلعة إلى ثكنة عسكرية للجيش الفرنسي فتمّ نقله إلى هضبة قبة السيّار المشرفة على ربوة دمشق، وبعد اتّساع المدينة لم يعد مدفع واحد يكفي فتمّ وضع مدفع آخر عند باب كيسان قرب باب شرقي، ثمّ في اماكن أخرى فيما بعد حتى وصل عددها الى 17 مدفعا ومن أشهر مواقع مدافع رمضان بالشام الموقع الذي كان في حديقة بأبو رمانة، ومازالت الى اليوم حاملة اسم (جنينة المدفع)
أما في مدينة حلب فكان المدفع يطلق من فوق قلعة حلب ليصل صوته إلى أنحاء المدينة التي تحيط بالقلعة .
وفي خمسينيات القرن الماضي تمّ استبدال مدفع الذخيرة الحيّة بمدويّات صوت كانت توضع في عدد من حدائق دمشق حيث يتمّ وضع اسطوانة في أرض الحديقة وتوضع فيها كميّة من البارود ضمن قطعة قماشيّة ويتمّ إشعال فتيل مرتبط بها, وعندما تشتعل تندفع حشوة البارود عاليا” وتنطلق في الجوّ دون إحداث أي ضرر .
وكانت تطلق من ثلاث حدائق الأولى من “حديقة الجلاء” في وسط المدينة , والثانية من “حديقة الأندلس” في جنوب المدينة وتغطي جنوب وغرب دمشق , والثالثة من “حديقة الأرسوزي” في المزرعة وتغطي شمال وشرق المدينة .
عند ثبوت هلال رمضان وبمجرّد أن يعلن القاضي الشرعي بدمشق رؤية هلال رمضان تبدأ المدافع باطلاق احدى وعشرين طلقة ايذاناً بثبوته، وبعد ذلك يوميّا طلقة واحدة عند وقت الافطار وثلاث طلقات عند السحور، الأولى لتنبيه الناس والثانية لإعداد الطعام والثالثة وقت الإمساك .
كما ويطلق عند ثبوت رؤية هلال عيد الفطر وعيد الاضحى احدى وعشرين طلقة مدفعية ، وعلى مدى ايّام العيدين ( الفطر والاضحى ) يطلق مدفع رمضان طلقة واحدة عند موعد كل صلاة .
الرواية الثانية:
في مصر جاء ظهوره بمحض الصدفة، ففى أول يوم رمضان عام 859هـ / 1455م، كان والى مصر فى هذه الفترة الوالى المملوكي “خوشقدم”، تلقى مدفع هدية من صاحب مصنع ألمانى، فأمر بتجربته وتصادف ذلك الوقت مع غروب الشمس، فظن سكان القاهرة إن ذلك إيذانا لهم بالإفطار، وفى اليوم التالى، توجه مشايخ الحارات والطوائف إلي بيت الوالى لشكره علي هديته، لسكان القاهرة، فلما عرف الوالى الحكاية، أعجب بذلك أيما إعجاب، وأمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس فى كل يوم من أيام رمضان واستمر هذا الأمر إلى يومنا هذا و انتشر كما تقول الحكاية.
الرواية الثالثة:
تقول أن أول مدفع أُطلق للتنبيه للإفطار والإمساك في رمضان، كان في عهد الخديوي إسماعيل؛ مستدلين بوجود “مدفع الحاجة فاطمة” في قصر الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديوي إسماعيل؛ إذ يوجد مدفع إفطار تاريخي يسمى “مدفع الحاجة فاطمة”، والذي تباينت روايات المؤرخين حول أسباب تسميته بهذا الاسم، ولكن الرواية الأشهر في هذا الصدد تُقِرّ بأن اسمه يقترن بالأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر من 18 يناير 1863 إلى 26 يونيو 1879.