الثقافة العربية في المهجر
إعداد: حلا البحري
يعيش المغترب العربي شعور اللاإنتماء في وطن جديد مختلف الهوية و الثقافة فيسعى الى ايجاد و إحداث
إطار ينتمي اليه ليشعره بحرارة و دفئ تعود عليهما في موطنه،
فكيف يعيش المغترب هذا اللاإنتماء و كيف يخلق توازنا ينتمي اليه في خضم منظومة مختلفة عن ثقافته ؟
ان اول ما يبحث عنه الانسان في رحلته هو طريقه الخاص لكن الاختلاف الثقافي والحضاري الذي يجد نفسه فيه يشعره انه غريب فيبحث عن تربة تشبهه فيحاول ان يجلب ثقافته فتجد بيته مليء بقطع مختلفة من بلده
سواء صور او ديكور مما يجعله يرى فيها وطنا كما انه يصبح اكثر تشبثا بمطبخ بلاده فتجد مثلا السوري في المهجر لا تخلوا طاولته من ورق العنب رغم صعوبة الحصول على المواد الأولية و تجد المصري لا تخلوا طاولته
من الفول و الطعمية والتونسي والمغربي والجزائري لا يخلوا مطبخهم من الاكل الشعبي لشمال إفريقيا…
كما ان الفرد يسعى الى حضور الفعاليات التي تهم بلاده و التي تنظمها القنصليات او السفارات او
المؤسسات الثقافية و اذا لم يجد ما يخص بلاده فانه يهتم بما يخص العرب و المسلمين …
المساجد في أوروبا
المساجد في أوروبا تتخطى دورها الديني فهي تلعب دور مجتمعي حيث يتعرف الأفراد على بعضهم البعض مما يخلق نسيج اجتماعي انساني يجعله قريب من اجواء وطنه
حيث تتعرف العائلات على بعضها البعض و تتكون صداقات فيما بينهم
كما ان دخول اللاجئين بعدد كبير و بقائهم في أماكن موحدة سمح لعديد من العائلات الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم
وساهمت المشاريع التي ملأت الشوارع كمحلات الحلويات الشرقية و المقاهي التي يستمتع فيها الأفراد
وتتجمع فيها العائلات من جعل المشهد مألوفاً نوعاً ما،
كما تم تقديم عديد من الافكار التي أنتجت فعاليات ثقافية جمعت الجاليات و أسهمت في خلق نوع جديد من
العلاقات و الانتماء ، حيث أن هذا الفسيفساء الحضاري النابع من حاجة الانسان للانتماء ادخل لون جديد للثقافة العربية في المهجر.
ان العربي في المهجر يخلق لنفسه وطن مختلف مختزل في رموزه و عاداته وصداقاته التي اكتسبها ويسعى للحفاظ عليها لانها تبقى ذلك الخيط السحري الدافئ الذي يحيي في قلبه حرارة الوطن في مكان مختلف بثقافته و بكل ما فيه.