الاكتئاب مابين نظرة المجتمع الشرقي و الغربي
الإكتئاب يفتك بالشعوب العربية مع تزايد حالات الإنتحار و هذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية الكآبة أو الاكتئاب النفسي هو اعتلال عقلي يعاني فيه الشخص من الحزن والمشاعر السلبية لفترات طويلة.
إعداد: سلمى كنفاني
الإكتئاب يفتك بالشعوب العربية مع تزايد حالات الإنتحار و هذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية الكآبة أو الاكتئاب النفسي هو اعتلال عقلي يعاني فيه الشخص من الحزن والمشاعر السلبية لفترات طويلة،
وفقدان الحماس وعدم الاكتراث. وتصادفه مشاعر بالتشاؤم والذنب وضيق في الصدر مع انعدام وجود هدف للحياة، مما يجعل الفرد يفتقد الواقع و الهدف في الحياة.
( مجنون، مجنونة ) لقب يطلقه الاغلبية على من يعانون من مرض نفسي و ما بين المجتمع الشرقي المعقد و ما
بين الغرب هناك من ينتحرون لعدم وجود من يحتوي تعبهم النفسي الناتج من الوضع العام بسبب السياسة التي أدى فسادها إلى تدمير مجتمع بأكمله.
الإكتئاب يفتك بالشعوب العربية
عمدت منظمة الصحة العالمية هذه السنة إلى دق ناقوس الخطر بشأن التزايد المقلق لإنتشار مرض الإكتئاب
بنسبة تفوق 18 في المئة خلال عشر سنوات(2005, 2015) أمام قلة الوعي بهذا المرض ومحدودية الولوج للعلاج والوصم الاجتماعي السائد حوله، وذلك ضمن حملة عالمية تحت شعار “الاكتئاب: دعونا نتحدّث عنه”.
الإكتئاب إضطراب نفسي وعقلي يصيب الأشخاص في كل المراحل العمرية ومن كل الفئات المجتمعية، يتسم
بظهور أعراض فقدان الطاقة واضطرابات في الشهية، واضطرابات في النوم والقلق ومشاكل في التركيز وفي اتخاذ القرارات وشعور بالإحباط واليأس وقد يرافق هذه الأعراض تفكير في الانتحار.
ويجد الأشخاص المصابون بالاكتئاب الذين لا يتلقون العلاج المناسب صعوبة في العمل والمشاركة في الحياة المجتمعية، فيما يعتبر التحدث مع الأقرباء عن الإصابة بهذا المرض أولى الخطوات للشفاء.
وحسب منظمة الصحة العالمية يعدّ الاكتئاب السبب الأول للمرض والعجز في العالم حيث يصيب أزيد من 300 مليون شخص،
وللدول العربية نصيب مرتفع من هذا العدد خاصة تلك التي تشهد صراعات وحروبا، إضافة إلى المصاعب
الاقتصادية والاجتماعية وما يزيد من حدة المشكلة أن المصابين بالاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى في الوطن العربي يرفضون عيادة الأطباء النفسيين خوفا من تهمة الجنون في حين يختار آخرون الذهاب إلى المشعوذين والدجالين.
يختلف الحال كوننا نعيش في مجتمع غربي انعكست بعضاً من ثقافته العلمية المتحضرة على فهمنا و تقديرنا للطب النفسي ومدى اهميته أحياناً في مساعدة الكثيرين على تخطي مشاكلهم النفسية والعاطفية،
إلا أن الحال ليس كما يبدو فيبقى التكتم سيد الموقف، ويبقى الجنون وصمة عار تلحق بالمريض النفسي في معظم الاحيان.
في مجتمع التناقضات، مجتمع العادات والتقاليد من جهة، والدين من جهة اخرى. تتجذر أفكار مكتسبة على
مر السنين يصعب على الوعي الجماعي تخطيها فيجد المريض النفسي نفسه أمام تحديات لم تكن في الحسبان قد تزيد الحال تعقيداً.
من منا لم يعانِ يوماً من مشاكل نفسية أثرت سلباً على جوانب حياتنا الأسرية او المهنية او الاجتماعية ، البعض يتخطاها دون الوقوع في دائرة المرض، والبعض الآخر تستحكم عليه الآلام و تخرج عن دائرة السيطرة
مما يستدعي حينها مساعدة خارجية من قبل الأطباء النفسيين، ربما تخيفنا فكرة أن المرض غير ملموس،
كوجع المعدة الذي تراجع فيه طبيب اخصائي في أمراض المعدة إلا أنه في مجتمعنا أكثر ما يرعب المريض النفسي هي نظرة المجتمع السلبية التي قد تجعله ينصاع لرفض المساعدة الطبية وتدخله في متاهات التشتت و الضياع أو اتخاذ قرارات كارثية و منها الإنتحار.
و ما بين المجتمع الشرقي الذي ينادي ( مجنون ،مريض نفسي) لأي شخص مكتئب أو عنده اضطراب نفسي
يجعل منه شخص حساس و مرهف و سريع البكاء و بين مجتمع غربي يحترم هذا المرض و يعتبره مرض عادي مثله مثل ألم الرأس أو المعدة و يحتاج للعلاج.
بعد تزايد عدد اللاجئين و الفارين من الحروب في أغلب بلدان الوطن العربي قد عمدت الدول الحاضنة للجوء إلى إستحداث مراكز ( دعم نفسي ) و الإستعانة بمختصين و إنشاء فرق مدربة من خلال تدريسهم الصحة
النفسية من خلال أساتذة جامعيين كي يقدموا العلاج و الدعم المناسب إيماناً منهم بأن هؤلاء قد تصدعت
نفوسهم بعد خسرانهم الكثير في أوطانهم أولها الأمان و البيت و عدم وجود فرص عمل و سوء الوضع السياسي و الأمني و منهم من فقد أحباء و اقرباء في وطنهم فكان لا بد من إيجاد حضن لإحتواء اوجاعهم .
اخيرا ما بين رأي المجتمع الشرقي الذي ينعت المكتئبين بالمجانين و ما بين مجتمع غربي يُهيئ لهم علاج و مراكز دعم هناك شخص و أشخاص يتخبطون و ربما يصل بهم الأمر للإنتحار خوفا من ان يتم كشف
مرضهم أو معاناتهم،فهل أنتم مع فكرة الإستعانة بطبيب أو مركز دعم نفسي ؟؟ و كيف لنا ان نغير تلك النظرة في اوطاننا؟.