غجر هامبورغ تحيي فلكلورنا العربي
غجر.. ترحال و موسيقى و غناء و رقص فوق ركام الحياة التعيسة التي لا تعرف الإستقرار، حياتهم لا تعرف الهوادة و قوت عيشهم هي بعض النقود من العزف على آلاتهم الغريبة بالنسبة للمجتمع الالماني لكنها تجلب السعادة والفرح لهم.
غجر.. ترحال و موسيقى و غناء و رقص فوق ركام الحياة التعيسة التي لا تعرف الإستقرار، حياتهم لا تعرف الهوادة و قوت عيشهم هي بعض النقود من العزف على آلاتهم الغريبة بالنسبة للمجتمع الالماني لكنها تجلب السعادة والفرح لهم.
كان لآراب هذا اللقاء مع فرقة “غجر” الفرقة تتكون من مجموعة من الشباب المغمورين بالموسيقى و الهاربين من لعنة الحرب حملوا معهم آلاتهم الموسيقية على طريق الموت حملوا عودٌ خشبيٌ متهالك و كمان بقي ينازع لكنة على قيد الحياة حملوا عذاباتهم التي بدأت بفرارهم من جحيم الحرب في سوريا إلى أحدى قرى تركية الحدودية وصولاً إلى ولاية هامبورغ الألمانية.
فرقة غجر المؤلفة من ثلاثة أخوة موهوبين محمود الذي يجيد العزف على عدة آلات منها القربة و الآلات النفخية النحاسية و بسام عازف الكمان و نضال الأسعد عازف الغيتار و آلات أخرى و صديقهم عازف الإيقاع صفوان النعيمي.
محمود الذي عشق الموسيقى و العزف من خلال مشاركته بمخيم الكشافة الفلسطيني كان يعزف الفلوت السنيرت، القربة الإسكتلندية، شارك بعدة مناسبات وطنية مثل يوم النكبة و النكسة و تشرب عشقه للموسيقى من والده الذي كان يستمع للشيخ إمام.
جمعني حديث شيق عن فرقتهم غجر حدثني محمود قائلا: كنت بقرية كلس التركية و هي نقطة تماس مع مدينة حلب و كانت أصوات الطائرات و القذائف تُحيي بداخلي رغبة الهروب بعيداً عن فقداني لجامعتي ولأحلامي التي حطمتها الحرب لكن حبي للموسيقى جعلني التقي مع الأستاذ عمار نعناع الذي نهلتُ منه دروسا في العزف على العود و أذكر انه منحني عودا معدماً وهذه كانت اجمل هدية بالنسبة لي، كون العود الجديد باهظ الثمن و بفضل العود بدأت اتعلم و ازيد معرفتي بدروس العزف على اليوتيوب.
بسام كانت ذكرياته حاضرة في هذا الحديث، حدثني عن جامعته هو و أخيه نضال حيث درسا في كلية الإعلام قسم الصحافة في جامعة ” الزهراء”في غازي عنتاب و لكن الحظ لم يحالفهما في إستكمال دراستهم، حيث وجد عملاً في محل لبيع الآلات الموسيقية و تعهد الحفلات و لسوء القدر كان الاجر زهيد جدا ما دفعته تلك الضغوطات إلى الهروب لعالم الموسيقى كنوع من المهدئات النفسية و التي لعبت تأثيراً إيجابياً في حياة هؤلاء الأخوة.
اما نضال عاشق الكمان التي أشعلت بداخله حب الحياة، دروس الكمان عند الأستاذ عمار نعناع و كان له شرف أول مشاركة في حفلة موسيقية برعاية منظمة إنسانية دنماركية حيث كانت تلك الحفلة مجانية الا انه لم يأبه لهذا الأمر فكل ما كان، يجول بداخله افكار عن نقطة الإنطلاق و كيفية تعريف المجتمع الآخر بالموسيقى العربية.
قرر محمود و نضال وبسام الهجرة من تركيا إلى ألمانيا حاملين معهم أحلامهم و آلاتهم الموسيقية . حطوا رحالهم في هامبورغ، عزفوا و غنوا في شوارعها و مراكز تجمع اللاجئين و في المقاهي و من هنك ولدت فرقة “غجر”حيث احيوا أول حفلة لهم في مسرح “كامب ناغل” الذي ضم ما يقارب 500 شخص و تلتها حفلة مع الفرقة النحاسية للمحاربين الألمان القدامى و التي شكلت نقلة نوعية في حياتهم فغردت غجر في مدرج السانبولي و مسرح ألتونة، غنوا في فقرة “كاريوكي” و عزفوا لحن الحرية والسلام لفلسطين.
للأسف لم يكن الدعم كبير لتلك الفرقة فالتمويل ذاتي و الدخل شبه معدوم، لكن آمالهم كثيرة و أحلامهم اكبر. في نهاية حديثنا تمنوا أن تتحقق آمالهم ،أولها دعم وجود “غجر” في الساحة الموسيقية العربية في المهجر.