كورونا ترفع سمعة العرب في أوروبا
أوروبا فتحت أذرعتها لأعداد كبيرة من العرب. فتحت أذرعتها لكي نستوطنها. ولكي نكون من أبنائها المستجدين فوق ترابها. فالأقدار التي صاحبت ظروف عيش قاسية في البلاد قذفت بالنخب العربية خارج أوطانهم الأصلية بحثا عن حياة آمنة ومستقرة في أوطانهم الجديدة، أوروبا. لقد أعتقد الكثير أن النخب العربية المهاجرة ستندفن كبؤساء تحت تراب الغربة ويختفون تحت عجلة الحياة.
أوروبا فتحت أذرعتها لأعداد كبيرة من العرب. فتحت أذرعتها لكي نستوطنها. ولكي نكون من أبنائها المستجدين فوق ترابها. فالأقدار التي صاحبت ظروف عيش قاسية في البلاد قذفت بالنخب العربية خارج أوطانهم الأصلية بحثا عن حياة آمنة ومستقرة في أوطانهم الجديدة، أوروبا. لقد أعتقد الكثير أن النخب العربية المهاجرة ستندفن كبؤساء تحت تراب الغربة ويختفون تحت عجلة الحياة. ولكن الذي لم يفطنوا له ان النخبة العربية بذور خير نبّاته. فنبتوا في تراب أوروبا وأمريكا ليثمروا ثمارا مباركة.
أحداث كورونا خير شاهد على ذلك. فكورونا حطمت الأسطورة الشعبوية التي يسلط الضوء عليها اليمين الأوروبي المتشدد. كثيراً ما نسمع عن عدم جدوى العرب وعدم انتمائهم القومي الى القيم الأوروبية نتيجة معتقداتهم الدينية والثقافية.
كورونا حطمت طريقة التفكير الشعبوية. كورونا أثبتت أن أطروحات اليمين المتشدد التي شيطنت العرب غير قادرة على تفسير تضحيات العرب (الحنطاويين) من أجل أوروبا (البيضاء غالبا، وإلى حد ما الحنطاوية والسمرآء).
كورونا أثبتت أن كثير من الدول الأوروبية والتي يقودها رؤساء أوروبيون من أسر أوروبية قديمة أعطوا أوامر بسرقة أدوية وكمامات كانت في طريقها الى دولة أوروبية شقيقة أخرى.
كورونا أثبتت أن الفكر النفعي كان طاغي على مستوى سياسات الدول. و أن الفكر النفعي كان فاعلا في رسم سياساتهم في وقت الضيق وخلال العوزة. فتحولت قيم التنصل الأخلاقي عن قيم الجماعة الأوروبية هو الشعار المعمول به. والكل شاهد كيف قيم مصلحة الكتلة الأوروبية تتراجع لأجل المصلحة الذاتية.
تحت خضم هذا الضجيج برز شيء آخر، انتبه اليه القليل فقط ،وهو حدث بحاجة الى تسليط الإعلام الأوروبي من أجل تغيير الصورة النمطية التي تصنع وتختلق لتروج ضد العرب، وأقصد بذلك تضحيات الطبيب العربي الأوروبي (الحنطاوي) الذي لقى حتفه لينقذ حياة الأوروبيين (البيض غالبا، وإلى حد ما حنطاويون وسمر) من فتك كورونا.
كورونا أثبتت أن اللون ليس معيارا لقياس قيم الولاء والبرآء وليس جديرا ليدخل كرقم فاعلي في معادلة حساب وطنية المهاجرين.
هل سيسلط الإعلام الأوروبي على تضحياتهم؟
من الجرائد المنصفة التي رمقت تضحيات العرب الأطباء لإنقاذ حياة الناس صحيفة “نيويورك تايمز” والتي نشرت قبل يومين تقريرا لمراسلها في المملكة المتحدة السيد بنجامين مولر والذي قال فيه إن أطباء ثمانية جاؤوا إلى بريطانيا، وأصبحوا جنودا في مجهود بناء الخدمات الصحية، وقتلهم فيروس كورونا.
وأصبحت أسماؤهم في قائمة أليمة، ضمن الذين توفوا بعد الإصابة بفيروس كورونا في الخدمات الصحية الوطنية.
كما أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” قائلة:
“اليوم إنهم المهاجرون أنفسهم هم من يحاولون العمل مع أهل البلد ويموتون في الخطوط الأولى”.
من العرب الذين كانوا في الخطوط الأمامية لإنقاذ الأوروبيون من فيروس كورونا وكانوا أول من لقوا حتوفهم متأثرين بجامحة كورونا:
الطبيب أمجد الحوراني، من أصل سودني
الطبيب عادل الطيار، من أصل سوداني
الطبيب حبيب الزيدي، من أصل عراقي
الطبيب محمد سامي شوشه، من أصل مصري
ومن المهاجرين الذين لقوا حتوفهم لذات السبب :
الدكتور ألفا سعدو، 68، طبيب مسنين من نيجيريا، والدكتور جيتندرا راثود، 62، جراح قلب من الهند والدكتور انتون سبستيانبيلاي، في السبعينات من عمره، طبيب مسنين من سيريلانكا، والدكتور سيد حيدر، في الثمانينات، طبيب عام من باكستان.
لذلك أرجوا من الزملاء في الإعلام الأوروبي المقروء والمسموع والمتلفز أن يكرس تغطية هذه المعلومات لكي يصل الى الأوروبي بكافة لغات أوروبا ليعلموا أن المهاجر العربي حمل قيم نبيلة من أجل السعادة البشرية في كل مكان يقطنه.
في الختام فإننا نرفع صلواتنا لنهديها الى أرواح كل من لقى حتفه نتيجة فيرس كورونا.
وإننا قلبا وقالبا مع ذوي الضحايا ندعمهم لكي يواصلوا مسيرة حياتهم من أجل حياة يكون فيها الحب والمحبة والعطاء والتعاون أكبر عناوينها.
ان الخدمات الجليلة التي قدمها العرب والمسلمون لاوربا من خلال علماءها ومفكريها لا تعد ولا تحصى ليس في زمن كورنا فحسب بل قبل هته الفترة بكثير لكن لمذا كلما صعدت وقويت شوكة العرب والمسلمين وازدادو تواصلا مع اوربا والاوربيين وظهر معدنهم ، الا بعد فترة تتراجع هذه القوة فالسبب هو الاعلام ودوره الغامض في المسألة فهو من يلعب على خط المهاجريين وقابليتهم للتعايش في اوربا فالاعلام دائما على الحبلين يلعب فهو نفسه من مجد لعمل وبطولات المسلمين في اوربا زمن كورونا وهو نفسه من اتهم المسلمين بالارهاب وتقاعسهم عن العمل وعدم فائدتهم ، لذلك وجب على المسلمين ام يلعبو دورا مهما في الاعلام الاوربي ونشر الحقائق بكل الوسائل المتاحة فالامر مرهون بدين كامل وسمعة نبيه وحضارة ممتدة.
شكرا دكتور ع رسالة العزاء هذه وخاصة لعوائل الاطباء الذي توفوا وهم في مواجهة مرض قاتل وشرس …وهم يؤدون أنسانيتهم ودينهم وضميرهم …الدين الذي علمنا ان الالوان والانساب تسقط في محظر الانسانية فكيف بلازمات والكوارث يثبت يوم بعد يوم ان الانسان العربي بصورته المشرقه انسان الحضارات التي ورثها ومايضيفها ع ماتعلمه ومع مايتعايش بافضل السبل ….
المهاجرين العرب الى الغرب وخاصة الطبقة المثقفه يعكسون حالة الطموح في بلدان مستقرة تحقق لهم امكانيات للأبداع والحفاظ ع المواطنه ….عكس ماسعت اليه العديد من اللوبيات لطمس صورة الانسان العربي …مهما صنعوا فلااحد ينكر الحضارة العربيه بعلومها وسموا اخلاق العرب وابداعهم فلولاهم ماخطوا خطوة نحو التقدم بالعلم لكن اوطاننا ماخربت الا وفق سياسة التهميش والعنصريه وعدم المصداقيه
تقبلهم الله بقبول حسن والهم ذويهم الصبر والسلوان والصبر ع هذا البلاء والامتحان
بماذا نريد من الصحافة الغربية تسليط الضوء على العرب ونلمِّع ونجمل انفسنا وانسانيتنا واخلاقنا لكي نحصل على شهادة من الغرب((قل أيهما اكبر شهادة قل الله)). الّذي يستحق الشهادة ليس العرب بالتعميم بل كل من اثبت جدارته بنفسه لنفسه وهو الّذي فرض نفسه بارتفاع لقمة السلم المعرفي في تخصصه. بم يطلب او يلتمس من زعيم اكير دولة عظمى باختياره بل حصل ذلك بإقتداره.
ومن خصائص العلم عالميته وإلا لكانت نيوتونية محصورة في بريطانيا، وانت ع اليهود النسبية والفيزياء الكمية(الكوانتم) حصراً وجعل ها حصرا لهم لكون إينشتاين يهودي… وهكذا.
فاعلم لاتحصره دولة أو يحتكره عرق أو مذهب، فهو بنائي عالمي.. كل عالم أضاف لبنة أكملها آخر من أي دولة كانت
_ أتصور هذه نقطة لا تزيد في رؤية الغرب تجاه العرب قيد أنملةو ستمحى بأيادي صهيوني وتذوب مع صفقة القرن.
والله لا أحب أن يرتفع العرب أو أي رمز عربي في كل مكان في الدنيا لا أحبُ بعقلي لا بعاطفة قلبي.
_ أتمنى من الإعلام لا الغربي تسليط الضوء على أبناء جلدتهم (وهم أحق بذلك من غيرهم).
_ بارك الله فيكم سيدي الدكتور محمد الزكري لكل ماتكتب ونقرأه لكم إِثرائنا بتنوع كتاباتك.