قصة الملك والفتى الصغير
في احدى المدن القديمة جدا ، كان يحكم المدينة ملك ظالم ، مرض الملك بشدة في تلك الفترة ، وكان مرضه لا علاج فيه ولا امل ، كان مرض خطير ، فأرسل الملك الى جميع الأطباء بالمدينة ، وبالمدن المجاورة للمملكة
في احدى المدن القديمة جدا ، كان يحكم المدينة ملك ظالم ، مرض الملك بشدة في تلك الفترة ، وكان مرضه لا علاج فيه ولا امل ، كان مرض خطير ، فأرسل الملك الى جميع الأطباء بالمدينة ، وبالمدن المجاورة للمملكة ، لكي يأتوا ويشخصوا مرضه ، ويكتبوا له الدواء المناسب ، فـإجتمع الأطباء والحكماء ، واجمعوا جميعا انه لا علاج للملك ، وهناك في مملكة اخرى كان هناك طبيب جراح كبير ، ومشهور بالذكاء والعلم ، وبانه يستعمل السحر في الطب والعلاج .
أرسل له الملك ، واخبره إن شفاه من مرضة سوف يعطى له ما يريد ، أخبره بأنه لا علاج لمرضه العضال ، سوى حصوله على كبد إنسان بالغ وقوي ، وعيونة زرقاء بلون السماء ، وبشرته بيضاء كاللبن ، وشعره اصفر كاشعة الشمس الذهبية ، اخذ اعوان الملك يبحثون عن فتى تتوافر به المواصفات التي ذكرها الطبيب ، اُتفق الجميع على ان المواصفات موجودة عند فتى اسمه مرفان ن ، فأمر رجاله بالذهاب إلى اهل الفتى ، واعطائهم الكثير من الذهب والأموال الكثيرة ، ووافق اهل الفتى على بيعهم الصبي للملك لذبحة ، وتناول كبده نيئا حتى يشفى من علته ومرضه ، وافق الابوين على قتل ابنهما من اجل المال ، ليأخذ الملك كبده لعلاج مرضه.
سال الملك قاضي المملكة ، حتى يستفتيه في حكم قتل الفتى لغرض العلاج وتناول كبده نيئا ، خاف القاضي الظالم من بطش السلطان ، وأحل قتل الفتى قائلا ، يحق قتل أحد الرعايا في المملكة من أجل شفاء الملك ، فهذا أمر مباح وحلال وليس فيه أي أثم ولا معصية لله ووزر يا مولاي .
وفي اليوم الذي سيذبح فيه الصبي أمام الجميع لتناول كبده ،أحضر السياف الفتى ، ليقوم بذبحة كما يذبح المواشي والاغنام ، وقف الملك في اعلى مكان بالقصر ، يشاهد ذبح الفتى ، وهنا نظر الفتى الى السياف والسيف في يده ، وبعدها اخذ ينظر بعينيه الى السماء ويبتسم ، وكرر النظر للسياف والسماء وبعدها الابتسام ، اخذ بكرر الموقف مما اثار دهشة الملك كثيرا ، فنزل مسرعا من اعلى القصر ، وذهب الملك مباشرة إلى الفتى ، وسأله بتعجب وبفضول قائلا : ما الذي يضحك أيها الفتى وأنت على وشك الموت ، ولا يفصلك عنه سوى لحظات قليلة ، لا افهم ؟
رد الفتى وهو يبتسم بثقة وايمان : ولماذا لا ابتسم ، من تلك الدنيا ، فلقد كان يجب على أبي وأمي ، أن يرفضا طلبك ويخافا من عقاب الله ، ويرحما طفلهما الصغير الذي لم يكمل العاشرة من عمرة ، ولكن مع الاسف الشديد أغرهم المال والطعام والهدايا والذهب ، فقاما ببيعي والتضحية بي وأنا فلذة كبدهما لا أفهم كيف في الحقيقية ، فكيف يبيعك أقرب الناس إليك أيها الملك ، و لما لا أضحك وكان ينبغي على القاضي ، أن يكن عادلا في حكمة و أن يعدل في قضائه ، ويحرم اكلي وذبحي لك ، وأن يتقي الله لانه سوف يحاسب ، ولكنه مع ذلك لم يفعل ، أحل دمي واقر بقتلي وذبحي ولم يخف من الله بل خاف منك أنت أيها الملك .
وكيف لا اضحك وابتسم وأنت أيها الملك ، كان ينبغي لك أن تعفو عني ، لانني لم ارتكب أثم ولا ذنب في الحياة ولكنك بحثت عن شفائك فقط ، واردت قتلي ، فلم أجد سوى الله هو خالقي ويشعر بما أنا فيه من ظلم لكي ألجأ له لينجيني من بطشكم جميعا أيها الملك ، وهنا اخذ الملك يبكي بشدة ، وتأثر بحديث الصبي الصغير ، وتركه يرحل وعفى عنه ومنحه الكثير من الأموال وبعد مرور أسبوع واحد شفى الملك تماما من مرضه بدون علاج .