تأثير المجاز على ثقافة العرب!
العقل المجازي جزيئي لا يتحمل أن يتعامل مع جميع المكونات في ما يدرسه في آن واحد. العقل المجازي يضطر الى الغاء شيء في افتراضيته ليتعامل مع شيء آخر ….
إعداد: د. محمد الزكري
العقل المجازي جزيئي لا يتحمل أن يتعامل مع جميع المكونات في ما يدرسه في آن واحد. العقل المجازي يضطر الى الغاء شيء في افتراضيته ليتعامل مع شيء آخر ….
مثال ..في قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) سورة الفتح
يقوم المجازي الى الغاء الظاهر ليسبر معنى من معاني الباطن
فينفي أن لله يد ليست كأيدينا لكي يصنع معنى باطني، وهي بقوله بوجود قرينة صارفة (يُبَايِعُونَ اللَّهَ) الى القوة ….
بفعلتهم هذه يثبت المجازي انه لا يستطيع التعامل المتعدد للظاهرة في آن واحد.
لا يستيطع ان يرى تجليات صفة الظاهر وتجليات صفة الباطن دون الغاء صفة لحساب صفة أخرى.
لقد تحولنا الى جزيئين لا نستطيع ان نرى الصورة الكبيرة …دائما نرى أشيآء حولنا غير متصلة ..متقطعة لا تسير في صيرورة ذات مسار تاريخي وواقعي ….
جلبت المجاز ية علينا قصور الرؤية …قصور النقد …قصور في الانفعال مع الامم الاخرى …
حركة الكلام الحنبلية/التيموية لا تختلف عن الحركة الاعتزالية – المجازية ولكن في الاتجاه المعاكس.
هي حركة جزئية تجزيئية لا تختلف في نتائج التجزيء عن المعتزلة. حركة تلغي الباطن لصالح غاية تقتصر على تجليات الظاهر كل ذلك لكي تستوعب جزيئية الظاهر .
فيتوقفون ظاهريا فلا يرون الا أن لله “يد” ولكنها ليست كأيدينا. يد تليق بمقام الذات العلية. يقولون بيد لله بدون تأويل. هكذا لا يساهمون في رؤية ان الله، جل جلاله، بأنه هو الباطن مثل ما ان الله، تعالى، هو في ذات ذاته ايضا الظاهر.
من شدة تولعهم بالظاهر تجدهم يفتخرون بالظاهر فيقولون بان فلان المبجل الظاهري. ويستعرون من الباطن فيقولون فلان المنحرف الباطني.
الذي اخرج الدراسات الاسلامية من هذه الورطة المجازية والمضادون للمجاز من حنابلة وتيموية
هو بن عربي الاندلسي صاحب الفتوحات المكية من خلال
” الرمز “
فالرمز نقلنا من جزيئات المجاز الى رحابة المعاني ….
طور بن عربي اطروحته من خلال الرؤية الرمزية غير متجاهلا لأكثر من متجلي في آن واحد بل حتى عمل حساب في رمزياته لما سماه الكمون
وهو ما لم يتجلى للباحث بالرغم من وجوده.
هكذا يقيم بن عربي من خلال رمزيته علاقات بين الفواعل المتجلية وتلك الموجودة ولكن غير متجلية لكونها في مقام الكمون.
فعند بن عربي مثال ..في قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) سورة الفتح
لا يلغي ظاهرية يد الله في الوجود لحساب باطنية يد الله في الوجود والكمون.
فعند بن عربي قد يكون مسار المعنى من الظاهر الى الباطن في علاقة متحركة غير ثابته …او من الباطن الى الظاهر.
الثورة الفكرية
عندما تستعيد الثقافة العربية منطق “الرمز” الذي اسس له بن عربي ستتدفق ثقافتنا الى الامام لتعييد بناءا حضاريا غير مسبوق للبشرية …