بسبب كورونا…عصيان مدني في برلين و بروكسل!
أخبرني صديق لي ألماني الجنسية أنه يتوقع نوع من العصيان المدني بسبب القوانين المفروضة من الدولة على الشعب الالماني. سألته ولما هذا؟ أجاب أن الشعب سوف يمل من طول البقاء في منزله وسوف يعتبر ذلك بالسجن الاجباري بين جدران المنزل.
أخبرني صديق ألماني أنه يتوقع نوع من العصيان المدني بسبب القوانين المفروضة من الدولة على الشعب الألماني. سألته ولما هذا؟ أجاب أن الشعب سوف يمل من طول البقاء في منزله وسوف يعتبر ذلك نوع من السجن الإجباري بين جدران المنزل.
في الأمس شاهدت عصيان منظم لبعض اليساريين المتعاطفين لأحياء ذكرى رحيل المناضلة “روزا لوكسمبورغ” في برلين مما أدى الى تدخل الشرطة والتي فضت بدورها الجمهرة بأسلوب حضاري وجميل.
لكن آخر ما كنت أتوقعه أن يتمرد على قوانين الحجر في ألمانيا و أوروبا هم العرب.
لقد صدمت عندما شاهدت فيديو من قرابة ٣٠٠ شخص عربي شاركوا بعصيان كسر حضر التجمهر في برلين أمام مسجد دار السلام (Dar Assalam)
عندما بث أذان الظهر علنا بموافقة من سلطات برلين في السابع من أبريل، 2020.
وكانت الغاية من الأذان هو رفع معنويات أتباع الديانة الإسلامية لمواجهة كورونا لا مخالفة قوانين حضر التجمهر.
أنا متفهم أن هناك حنين للمسجد من قبل الراتبين في صلاة الجماعة. وحتى الذين لا يصلون في المسجد يتمنون أن تعود الحياة الدينية برؤية المصلين يصلون في المساجد.
ومع الأسف البارحة حصل عصيان في العاصمة البلجيكية مما تسبب بوفاة شاب (رحمه الله تعالى) وحصلت مناوشات بين الشرطة والمتجمهرين.
أنا لا أجد مبرر لمثل هذا السلوك. فالقوانين لا تمنع أحد من الخروج. فقط هي تمنع أن يتجمهر أكثر من أثنين في الخارج. ولا تمنع الأسرة (الأب والأم مع أبنائها وبناتها) من الخروج مع بعض. فالقوانين تمنع فقط الاختلاط مع أناس ليسوا جزء من الأسرة التي تعيش تحت سقف البيت.
التزامنا بقوانين الدولة الألمانية هو جزء من فقه الصالح العام
فكرة الصالح العام فكرة فقهية إسلامية قديمة والعرب والمسلمون أجدر الناس بالالتزام بها فنحن من أنتج هذه الأنموذج الفكري الحضاري.
ففقه “الصالح العام” منظومة فكرية جماعية يرسم معالمها “حكماء” القوم مع “السلطات”. وهو من عرف الجماعة وتتناقله الأجيال جيل عبر جيل لتعلمهم عن العقد والشروط والإلتزامات التي يلتزم بها المجتمع بالانضباط تحت سيادة السلطة مقابل أن تحقق السلطة كافة كليات الصلاح للعباد والبلاد دون تفرقة أو تحيز لفئة.
هذه البيعة التعاقدية لتحقيق “الصالح العام” عامود الخيمة التي يقبع تحت خيمتها كل مكونات المجتمع من ساسة، مشرعين، قانونين، و الجمهور.
فالانضباط تحت سيادة السلطة جزء من تفهم الفرد أنه بانضباطه هذا يحقق “الصالح العام” ومن أنه جزء من الجماعة ومع إجماع الجماعة لا ضدها. فإذا كان الصالح العام يقوم على عدم التجمهر فهو التزام كل فرد في الجماعة على صون الجماعة بصون ما يحقق الصالح العام.
ويندرج تحت فقه الصالح العام فقهيات منها ” فقه الظروف” و “فقه النوازل”.
من هذه النوازل “الأوبئة الجامحه” التي تقتل خلق كثير، ويستخرج منه فقه الأوبئة الجامحة”. في هذا الظروف يعمد “حكماء” القوم الى الاتفاق على الاستماع الى نصائح أهل الطب وثم يتفقون مع السلطة على تنفيذ النصائح لتحقيق الصالح العام.
إن ما حصل في برلين وبركسل هو خروج على إجماع الجماعة وهو إخلال بالصالح العام وهو من جنس ما يجلب الضرر و الضرار وهو منهي عنه.
والله تعالى يقول:
ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما النساء 29.
وقوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة البقرة 195.
ورسول الله (ص) يقول:
عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “لا ضرر ولا ضرار”، حديث حسن رواه ابن ماجة والدارقطني وغيرهما مسندا ، ورواه مالك في الموطأ مرسلا.
عليه ينبغي علينا كعرب في ألمانيا أن نتمسك بالمفاهيم الحضارية الكبرى التي جلبناها معنا في وعينا من خلال المحافظة على الصالح العام الألماني. وفي ما يخص وباء كورونا فيجب علينا أن لا نكون أطراف تسبب الضرر والضرار لنا ولغيرنا من أخوة وأخوات التراب الألماني.
عليه فيجب الإلتزام بكل قوانين الدولة التي تضمن لنا النجاة والنجاح في كبح جامحة طاعون كورونا.
كما نشكر سلطات برلين على حسن تعاونها وإرشادها للمتجمهرين على ضرورة فك التجمهر. و نقدر التزام المتجمهرين بتعليمات الشرطة والمباشرة بترك المكان اذعانا لهم.
مقال مفيد ومهم جدا في هذه الضروف خاصة عند اعادة بناء فكرة الصالح العام لكونها تصرف يحقق اهدافا مرجوة لعدد غير محدود من الافراد في بيئة معينة دون تمييز لذلك فخروج افراد محددين(العرب) كما هو موضح في هذا المقال يعد خرقا لهذه القاعدة التي ذكر الكاتب انها فكرة فقهية اسلامية التي كان من الاولى للعرب المسلمين التقيد بها قبل غيرهم كذلك لابد من تشريع الصالح العام وتكوين شراكة قائمة على اثنين_ الافراد الحكماء_ والسلطات فهما اهم عناصر هذا الفكر واخيرا اقول اظن ان الافراد لازالوا لايستوعبون ان السلطات تهتم بصحتهم كذلك ليس لهم معلومات كافية عن هذا الفيروس هناك نقص في ثقافتهم حول هذا الداء