الحقيقة حقيقتي أنا
ربما جزء كبير من مشكلاتنا هي تصور أن ما في عقولنا أو أن ما في مدركات شعورنا أو أن دلالات لغاتنا، يتطابق مع ما في الأعيان وفي عالم الأكوان
ربما جزء كبير من مشكلاتنا هي تصور أن ما في عقولنا أو أن ما في مدركات شعورنا أو أن دلالات لغاتنا، يتطابق مع ما في الأعيان وفي عالم الأكوان ، لكن هذا موضوع آخر إن
الإختلاف بين هذه المنظومات يجعل أن أي وعي بحقيقة ما، فهو وعي محكوم بقدرتي على المعرفة، وبأدواتي للوصول لهذه المعرفة ومحكوم بالمنظومات الثقافية التي أنطلق منها،
مما يدخلنا في جزئية أن المعرفة وأن الحقيقة هما عبارة عن كائن حي في حالة تشكُل دائم، كشجرة تنمو.
فالحقيقة التي أقول بها هي حقيقتي الآن، حسب ما توفر لي من إمكانية على المعرفة ومن أدلة ومن عدسات أنظر من خلالها. وحينما تتغير قدراتي على المعرفة أو عدساتي للرؤية أو تتوفر أدلة أخرى،
فالحقيقة تنمو. بعبارة أخرى فالحقيقة بشرية محدودة بحدود بشريتي وقدرتي على الإدراك في حدود الزمان والمكان والسقف المعرفي لي ولعصري.