الجمعيات المناهضة للعنف ضد المرأة.. أمجاد شخصيّة على حساب أوجاع مئات الضحايا من المُعنَّفات والمطلّقات!
بالحديث عن جمعيات مناهضة العنف ضدّ المرأة، يكون السؤال الأول عن الدور الحقيقي الذي تقوم به هذه الجمعيات وصدق النيّة في تقديم المساعدة والحماية، بعيداً عن المآرب الذاتية وتحقيق أمجاد شخصيّة على حساب أوجاع مئات الضحايا من المُعنَّفات والمطلّقات والأرامل وأطفالهن.
بالحديث عن جمعيات مناهضة العنف ضدّ المرأة، يكون السؤال الأول عن الدور الحقيقي الذي تقوم به هذه الجمعيات وصدق النيّة في تقديم المساعدة والحماية، بعيداً عن المآرب الذاتية وتحقيق أمجاد شخصيّة على حساب أوجاع مئات الضحايا من المُعنَّفات والمطلّقات والأرامل وأطفالهن.
حينما تصبح الغاية تحقيق مكسب مادّي ومستوى عالٍ من الرفاهيّة، فضلاً عن صنع اسم برّاق للجمعية والمسؤولين عنها أمام الإعلام ووسائل التواصل، مع تقديم الفتات والمِزَق للهاربات من عنف الزوج وظلم الأهل وتهميش المجتمع؛ يصبح السؤال: هل أقيمت تلك الجمعيات حقّاً للنسوة؟ في سردها لتجربتها ضمن الجمعية، تخبرنا إحدى الضحايا التي التجأت إلى جمعية تُعنى بحقوق المرأة وحمايتها من العنف، أنَّها أجبرت على أخذ الدواء النفسي على الرغم من عدم إصرار الدكتور النفسي على ضرورة الدواء، الأمر مرتبط لا بمصلحة الضحية ووضعها الصحي والنفسي، إنّما باستكمال “الاستمارة” الخاصة بها قبل إخراجها من الجمعية؛ التي لابدّ من أن تحتوي على تقرير طبي ونفسي وسلوكي، حتى لو كان هذا التقرير ملّفقاً أو مؤلّفاً بإرغام الضحية وممارسة الضغوط عليها.
باختصار يدعم ذلك تقوّلاتهم وسردهم لإنجازاتهم أمام مرؤوسيهم وأمام البنوك والجهات التي يحصّلون منها دعماً مالياً ومساعدات مختلفة، تذهب إلى جيوب القائمين على الجمعية. بذخ ورفاهية، طعام مهدور، وإذلال غير مباشرين للاجئات إلى الجمعية: على لسان فتاة أخرى (ن.ج) تخبرنا بأنَّ الأمر وصل إلى حدّ معاملتهنّ كالسجينات من قبل إحدى المشرفات؛ التي لم تتوانى في القهقهة قائلة: “أنا كان لازم كون ضابط بالشرطة”.
بعد تعاملها المضطرب مع الفتيات وفقاً لمزاجها وإّرضاءً لرغبتها في فرض السيطرة والإساءة. وبما يتعلّق موضوع الطعام المؤمّن للفتيات؛ فلم يخلو الأمر في فترات سابقة من حساب كمية الطعام التي تتناولها كل فتاة، ومراقبتهن، وإقفال الثلاجة وخزائن الطعام.
أما عن أكياس الطعام التي ترمى في قمامة القائمين على الجمعية -تقول- فحدّث ولا حرج!. تهديد بالطرد في أيّ لحظة، وظروف غير مستقرّة: تتابع (ن.ج) حديثها أنّ رفض تنفيذ أي أمر يعرّض الفتاة لكلام مثل: “بتصيري برّا”، أو تعطى مهلة محددة لترتيب أمورها وإخراجها قسراً، أما لو كانت قاصراً فقد تحاك الأمور من وراء ظهرها وبالتنسيق مع الأهل لتردّ إليهم بعد هروبها من تعنيفهم أو ظلمهم أصلاً!، دون إخبارها حتى بما يجري أو أنّها ستخرج بين ليلة وضحاها لتردّ إلى المكان الذي هربت منه.
حالة من عدم الاستقرار والكبت والتهديد تجعل كل فتاة كما تقول (ن.ج): “على نار” طيلة الوقت، بينما كان هدف كل واحدة منهن إيجاد مكان يحميهن ويحتوي أوجاعهن ليقفن ثابتات قويات في مواجهة مَنْ ظلمهنّ، ومواجهة المجتمع أيضاً. ختاماً، لابدّ من التنويه إلى أننا لم نذكر اسم الجمعيّة، حفاظاً على الفتيات اللواتي لا يزلن داخل الجمعيّة، وفي الوقت المناسب سنقوم بإيصال الصورة كاملة وبكل صراحة. يبقى السؤال معلّقاً الآن: إلى متى ستهرب الفتاة من ظلم لتقع ضحية ظلم آخر؟ وإلى متى ستحمل الجمعيات الخيريّة وجمعيات مناهضة العنف لواء الإنسانية بينما هي في حقيقة الأمر الأشدّ استغلالاً وتنكيلاً بجروح الناجيات؟