الأصمعي واللغة العربية
كان الرشيد يسميه (شيطان الشعر).وقال عنه الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي.
وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً
والمستشرق الألماني وليم أهلورد كتاب سماه (الاصمعيات) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيف كثيرة، منها (الإبل)، و(الأضداد)، و(خلق الإنسان)، و(المترادف)، و(الفرق) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان.
قصة الأصمعي
كان الأصمعي يجلس فى مجلس هارون الرشيد مع باقى العلماء، فكان اذا اختلف العلماء التفت إليه هارون أمير المؤمنين قائلاً : قل يا أصمعى!!
فيكون قوله الفصل ولذلك وصل الأصمعى من مرتبة اللغة الشىء العظيم.
كان يُدرس الناس لغة العرب وفي يوم بينما هو يدرسهم كان يستشهد بالاشعار والاحاديث والآيات فمن ضمن استشهاداته قال :
(( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
سأله احد الاعراب: يا أصمعي كلام من هذا؟
فقال : كلام الله !
قال الاعرابي : حشا لله إن يقول هذا الكلام!
فتعجب الاصمعى و تعجب الناس ،وقال : يا رجل انظر ما تقول .. هذا كلام الله !
قال الاعرابى : حشا لله ان يقول هذا الكلام لا يمكن أن يقول الله هذا الكلام !!
قال له: يا رجل تحفظ القرآن ؟!؟
قال : لا
قال : أقول لك هذه آية في المائدة!
قال : يستحيل لا يمكن ان يكون هذا كلام الله!
قال الاصمعى : هاتوا بالمصحف وأقيموا عليه الحجه . فجاؤا بالمصحف
ففتحوا وقال أقرؤا
فقرؤوها : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
إذا بالاصمعى فعلا أخطا في نهاية الايه، فآخرها عزيز حكيم ولم يكن آخرها غفور رحيم
فتعجب الاصمعى وتعجب الناس قالوا يا رجل كيف عرفت وأنت لا تحفظ الآية؟.
قال للاصمعى تقول :
فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا ،هذا موقف عزة وحكمة، وليس بموقف مغفرة ورحمة، فكيف تقول غفور رحيم !!
قال الاصمعى : والله إنا لا نعرف لغة العرب!