الأسئلة الجنسية عند الأطفال و ثقافة العيب في المجتمعات العربية
إعداد: تالا عيسى
كثيرا ما كنا نواجه حرباً نفسية مع أنفسنا ( ماما كيف جبتينا انتي و بابا الى الدنيا ) نعم سؤال
سيستسخفه الأغلبية في مجتمعاتنا التي تحكمها التقاليد و الأعراف والتي هي غالبا لا تحاكي العلم و العقل
غالباً،و يتم منح الأطفال أجوبة خرافية مثل ( وجدناك أمام الباب، نزلت بسلة من السما و غير ذلك)
و في فترة النمو الجنسي و ظهور العلامات التي تدل على دخولهم بفترة المراهقة مثل ( بروز الأثداء عند
الفتيات و الشعر ببعض المناطق الحساسة و الإحساس ببعض المشاعر الغريبة كالعاطفة و التأثر بأغنية ما أو مسلسل رومانسي و أيضا ظهور بعض علامات البلوغ عند الصبيان گظهور الشعر بالمنطقة الحساسة و ايضا
نمو الجسد القريب للرجولي و ايضا في بعض الأحيان الإنتصاب اللاإرادي و الشعور بالرغبة الجنسية و
زيادة حجم العضو الذكري) تكاد تكون فترة المراهقة تلك جامحة و زاخمة بالتساؤلات الغريبة.
تجوب أسئلة كثيرة في ذهن الطرفين (فتيات و صبيان) و يحتاجون لاجوبة واقعية و لكن في مجتمعنا المتحفظ يتلقون صفعة بسبب خجل الأهل من تلك المسألة و منحهم اجوبة غير واقعية أو يتم تجاهل الجواب و غالبا ما يرتبط
جوابهم بالدين و الحياء ويتجاهلون القول ( لا حياء في الدين) و هذا دليل كافي بأن لا حرمانية في تثقيف
الأولاد جنسيا في سن البلوغ.
يلجأ الكثير من المراهقين للوسائل الأخرى ليكتشفوا ما يؤرقهم فيتصفحوا مواقع إباحية و مشاهدة أفلام جنسية و كثيرا ما تعتمد تلك الأفلام على البروبغندا الجنسية حيث يقوم الممثلون بتقديم مادة جنسية غنية
بالكثير من الأكاذيب گجسد الممثلة الرشيق و المتقن التفاصيل، ذات الجمال الصارخ و الأداء الرهيب و الممثل كذلك الأمر و هنا المصيبة بأن هؤلاء المراهقون قد بنوا فكرة و صورة خاطئة عن الجنس و الأمور الخاصة بها و
عند أول علاقة زوجية لهم تكون النتيجة كارثية حيث الصدمة مع واقعهم الجنسي الحقيقي .
و أكدت إحصائية عالمية بأن أغلب المتابعين للمواقع الجنسية و الإباحية هم من الدول العربية و الإسلامية و أن
اكثر قضايا التحرش و الإغتصاب هي في الدول العربية و أولها مصر.
تعاني المجتمعات العربية بشكل كبير من نقص المعرفة والاهتمام بموضوع التربية الجنسية للأطفال، خاصة أننا نعيش اليوم في مجتمعات كثر فيها الشذوذ والتحرش والانحراف الجنسي وأصبح كل شيء متاحا
للصغار قبل الكبار، حتى الأفلام الإباحية، توصف في مجتمعاتنا بـ “ثقافة العيب” لأنه من النادر جدا
مصادفة عينات في مجتمعنا العربي تتبنى تلقين هذه التوعية للأطفال وتندرج أسئلة الأطفال البريئة حول الجنس في إطار “العيب”.
التجربة الكندية
يرى موقع “AboutKidsHealth” الكندي أن الفضول تجاه الأمور الجنسية خطوة طبيعية من خطوات
تعلم الأطفال المزيد عن أجسادهم، فالتوعية الجنسية تساعد الأطفال على فهم طبيعة الجسد وتساعدهم على الشعور بالإيجابية تجاه أنفسهم.
ويؤكد الموقع أن مناقشة الجنس، تعتبر خطوة مهمة لخلق تواصل مفتوح بشكل دائم بين الوالدين والطفل، وخاصة في مرحلة المراهقة.
يرى الخبراء الكنديون أن التوعية الجنسية الفعلية لا تؤدي إلى ممارسة الجنس، فالأطفال الذين يتلقون تعليما جنسيا في المنزل يقل احتمال مشاركتهم في النشاطات الجنسية المحفوفة بالمخاطر.
فهل انتم مع التوعية الجنسية ؟
و هل الدين ينهي عن التوعية الجنسية و ما الدليل ؟