إمامة فرنسية “كاهنة بهلول” الصلاة في مسجد بني على أركان ثقافة “العصر الجديد”
في آخر لقاءات محاور تابعت حلقة من برنامجه بعنوان: “كاهنة بهلول: الإسلام تجربة شخصية روحانية والحجاب ليس إجباريا” حيث أجرى لقاء مع د. كاهنة بهلول حول كتابها بعنوان “Mon Islam ma Liberté ” أو ” إسلامي حريتي”. د. كاهنة بهلول فرنسية ثلاثنية العمر من أصول جزائرية ونالت شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة فرنسية مرموقة “École Pratique des Hautes Études”.
لا أخفيكم إنني من متابعي فرانس 24 يوميا ولا أكاد أفَوّت الإستماع لبرنامج “مَحَاوِرْ” لقاءات فكرية من إعداد الأستاذ وسيم الأحمر. ذلك الرجل خفيف دم وذو وجه سمح حيث تمتاز أسألته بالعمق والحصافة. تركيبة شخصيته هذه تروق لي وجعلتني من متابعيه.
في آخر لقاءات محاور تابعت حلقة من برنامجه بعنوان: “كاهنة بهلول: الإسلام تجربة شخصية روحانية والحجاب ليس إجباريا” حيث أجرى لقاء مع د. كاهنة بهلول حول كتابها بعنوان “Mon Islam ma Liberté ” أو ” إسلامي حريتي”. د. كاهنة بهلول فرنسية ثلاثنية العمر من أصول جزائرية ونالت شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة فرنسية مرموقة “École Pratique des Hautes Études”.
أهم ما يميز د. كاهنة بهلول أنها رابع امرأة تتحرك ضمن ثقافة حراك ” The New Age – العصر الجديد” وقد بُنَيى لها مسجدا جديدا نتيجة دعم (كما تزعم الصحف) معنوي من قبل مدرس إسمه السيد Faker Korchane لكي تؤم به المصلين.
“كاهنة” ليست أول الأئمات بل رابعتهن
أول الأئمات هي السيدة أمينة ودود: الولايات المتحدة الأمريكية – 2005. وهي أكثر النساء الأربع تحشما عند ظهورها جماهريا حيث أنها تغطي رأسها وتلبس ملابسا لا تكشف عن جيب صدرها كما أمر القرآن العظيم في حين أن بعض الأئمة الأخريات يكشفن. تؤم السيدة أمينة الجنسين بلا فرزهما في حين فُرِزَ الجنسين في مسجد النبوة في المدينة المنورة في صدر الإسلام.
ثانية في إمامتها هي السيدة د. إلهام مانع: السويسرية – 2016. ود. إلهام تصلي في جامع “إبن رشد ـ جوته” ببرلين كاشفة الرأس و مُشَمّرَة عن ذراعيها. تؤم الجنسين بلا فرزهما في حين فُرِزَ الجنسين في مسجد النبوة في المدينة المنورة في صدر الإسلام.
ثالث الأئمات هي السيدة شيرين خان 3 ديسمبر 2016. محجبة أسست جامع “مريم” في كوبنهاغن. تؤم النساء فقط.
رابع الأئمات هي السيدة كاهنة بهلول – 2020. محجبة في صلاتها. تؤم الجنسين في جامع “فاطمة” بلا فرزهما في حين فُرِزَ الجنسين في مسجد النبوة في المدينة المنورة في صدر الإسلام. وتخرج لابسة قمصان ذوات جيوب على نحر الصدر وتارة ترمي خمارها على نحر صدرها.
ثنائيات “كاهنة” الصلبة
تردد د. “كاهنة” خلال حواراتها ومقابلاتها التي وردت باللغة الإنكليزية العربية (حيث إنني لا أجيد الفرنسية) تشخيص الواقع الإسلامي (الفرنسي) من خلال خطابات بنيوية قابعة في زمن أطروحة “الحداثة” البنيوية ذات الثنائيات المانوية (خير/شر) المنتسبة فكريا إلى “فرانكو دي سوسير” وإلى ” كلود ليفي شتراوس” والتي لم تنتقل بعد إلى زمن “ما بعد الحداثة” و “ما بعد البنيوية” المتأثرة بإطروحات ستيورت هول و ميشيل فوكو وإدوارد سعيد.
فمسطرة أفكار البنيوية الحداثية بسيطة. فهي تُسَطّح الوجود
وتبالغ في تبسيط تعقيداته وتعدداته وأطيافه بإدغام الكل المتنوع وإعادة تصنيفه فقط في إطار نوعين، حدين، قطبين، نصفين واضحي المعالم.
نصف ذو شق أبيض/ خير/ جميل/ أخلاقي، ونصف آخر ذو شق آخر أسود/ شر/ قبيح/ غير أخلاقي.
في جلّ مقابلاتها المنشورة تشخص د. “كاهنة ” الإسلام المَسَاجدي في فرنسا كإسلام يتأرجح فقط بين العقلية التقليدية و الفكر السّلفي. وهو في تعبيرها فكر ذكوري وأبوي ويكره المرأة “misogynist ” و ” patriarchalt”.
بعد وضع الواقع الفرنسي المساجدي في بناءها الخطابي الآنف الذكر
تأتي د. “كاهنة” وكأنما تقول بما معناه أنها هي وبمشروعها المساجدي من سيكون على أرض الخير
ومشروعها قائم على إطروحة كتابها “إسلامي-حريتي”. وإنها هي من سيجدد الإسلام المساجدي في المساجد الفرنسية وذلك لإنقاذه من براثين الطرف النقيض غير الخيري الآخر.
واقع مساجد فرنسا تعددي
في حين أن واقع المساجد الفرنسية من خلال قراءة ما بعد حداثية ما بعد بنيوية واقع متنوع المنازع والمشارب فقهيا ولاهوتيا وعقائديا.
فمنها المعتدل وآخر متساهل، مثل ما أن هناك محافظ، وآخر متشدد. ومنها تصوفي الميول، ومنها أشعري العقيدة، ومالكي المذهب، مثل ما أن هناك ما هو حنبلي العقيدة، سلفي الفقه، وهناك ما هو متأثر بابن عربي بالنظرة والعبرة والإشارة.
مساجد فرنسا تعكس طبيعة التنوع المجتمعي الفرنسي. فرواده من ذات المجتمع من ذات التنوع. ومجتمع فرنسا متنوع ومتعدد جدا جدا، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال فرض إقحام جميع مساجد فرنسا ذهنيا في إطار صندوقين.
ولا يمكن إختزال الكم الهائل في صندوق يقوم على قاعدة إما معي أو صندوق آخر يقبع فيه كل من يخالفني في قائمة ضدي.
ذهنية رؤية العالم من خلال صندوق خير أو صندوق شر فكرة بنيوية مشتقة من أطروحات “مانا” مؤسس المانوية وهي فكرة قديمة ولابد من تجاوزها لصالح ثقافة التعدد من خلال الفكر المابعد حداثي المابعد بنيوي.
أما بخصوص الحشمة
فالحشمة مرتبطة بنصوص قرآنية تتدبرها أفهام ملمة باللغة والفقه والأعراف وملمة بجريانها النسبي (المكاني-الزماني) من خلال محور الأولويات والظروف والصالح العام والخاص، ومن الإلمام بالجدل المحاججي القائم على حجة من جنس “قال الله” و “قال رسوله ص”.
كل هذا مطلوب لخوض نقاش مفتوح غير منقلق على ذاته في مثل هذا الموضوع.
ما يهم أن هناك صورة نمطية للإمام والمأموم من كلا الجنسين الرجل والمرأة متعارف عليه من ناحية الزي ومعنى الحشمة في بيوت الله التعبدية. على أن العرف من أكثر ميادين الفقه تحركا وجريانا وتطورا وقالت المالكية والأحناف بأهمية مراعاة الأعراف لذلك يجب مطالعة مادته والتبحر به.
ولي مقالة عامة فيها بعض التفصيل للمزيد أنقر الرابط
(https://www.kohero-magazin.de/der-schleier-empfehlung-oder-verordnung/)
بعيدا عن مثل هذا النوع من النقد الأكاديمي دعونا نفتح موضوع إمامة المرأة للصلاة فِقْهِيّا وحَدِيْثِيّا وصُوفِيّا في جزأ 2 بعنوان
“إمامة المرأة للصلاة في مسجد كُهُوفي باطني أو في مسجد جماهيري ظاهري: بحث فِقْهِيّ وحَدِيْثِيّ وصُوفِيّ”