“إزيك يا راجل” قراءة تحليلية
حين يقول شخص لآخر عبارة “إزيك يا راجل”. فهناك معنى ما، سيصلك من عبارة “إزيك يا راجل”،
انها مثلا: عبارة اطمئنان من شخص على شخص آخر،
وقد توحي العبارة إلى مودة في دلالتها في سياق اللغة العربية المصرية اليومية المتداولة.
لكن حين أضيف للمعلومات السابقة معلومة أن قائل العبارة هو طالب جامعي وقد قالها لأستاذ دكتور في الجامعة.
فستأخذ عبارة “إزيك يا راجل” بُعداً آخر مختلفاً عن المعنى السابق الإشارة إليه،
فقد دخل عليها نوع من التهكم، مصدره معرفة من من قائل العبارة ومن معرفة
إلى من وجهها وما طبيعة علاقتهما ببعض.
فلو أضفنا إلى ما سبق أن هذا الطالب قد قال هذه العبارة في قاعة المحاضرات في وجود الطلبة.
هنا نفس العبارة – ازيك يا راجل – تأخذ أبعاد من السخرية وقلة الذوق والأدب والتهجم.
فلو عرفنا أن هذا الطالب قد قال عبارة – ازيك يا رجل – لأستاذ الجامعة
في المدرج وفي حضور رئيس الجامعة؟ فالمعنى هنا يدخل في إطار سخرية وتحقير وتحدي.
فماذا لو عرفنا أن الطلبة في مدرج الجامعة قد ضحكوا.
بل وماذا تعني لو عرفنا أن الدكتور الذي وجهت إليه العبارة هو أيضا قد انخرط في الضحك؟
فعبارة “ازيك يا راجل” حتى وإن لم نتعرض لنبرات قولها ولم نتعرض لتاريخ تعامل هذا الطالب مع ذلك
الأستاذ. تظل العبارة لا تعبر فقط من خلال مفردات كلماتها “ازيك” و “يا” و “راجل”.
ولا تعبر فقط من خلال التركيب اللغوي للكلمات الثلاثة في نسق عبارة واحدة، بل هناك أبعاد أوسع للدلالة
وللتعبير، تأتي من، المتكلم ومن المُخاطَب وفي أي سياق تم الكلام وما تاريخ التواصل بين المُخاطبين.
بعبارة أخرى أن المعنى ليس من التركيب اللغوي النحوي والصرفي فقط. ولا حتى من السياق فقط.
إن هذا التعبير دال ومعبر بالنسبة لعلاقته مع منظومات التدليل التي يعمل من خلالها وفيها.
بداية من منظومات اللغة الطبيعية، إلى منظومات التعبير في الثقافة، وأنساقها المتعددة،
والتي في القلب منها اللغة كدائرة وسيط بين كل منظومات التعبير والتدليل والبيان.