إتكاءه مع بن رشد
حينما قابلته تحت ظل تلك الشجرة كان مكتئبا حزينا.. بعمامته الزرقاء وجلبابه الأرقط الذي يميل للرمادية. سألته ما بالك ياجدي في هذه الحال، قال:
حينما قابلته تحت ظل تلك الشجرة كان مكتئبا حزينا.. بعمامته الزرقاء وجلبابه الأرقط الذي يميل للرمادية. سألته ما بالك ياجدي في هذه الحال، قال: لي يابني أهدرت عمري من أجل فجركم المنبلج وها أنا اتيتكم زائرا من الماضي ووجدت حالكم قد ازداد سوءا! لقد ناظرت بن طفيل ..وراجعت فكر بن سينا والفارابي ..وحاضرت في فكر ارسطو وانتقدته، و كل ذلك من اجل محاربة الظلام وتحرير العقل !.
كان أبو يعقوب يعلم ان ما اقوله هو الصواب..لكنه اخيرا رضخ لدعاة الظلام ونفاني الى مراكش..حيث احرقوا كتبي هناك هؤلاء المرابطين.
اوووه ياجدي ، هل عانيت كل هذ، وكانت الظهيرة قد اقتحمتنا والهاجرة لفحت جلده الذي أكلت عليه السنين فقلت له لندخل الى عريشتي من شر لافحة السموم.
تحدرت منه دمعتان وقال ..عندما كنت في هذه الحياة التاكتني هاجرة الافاعي وسموم اللعن ولظى الحرمان لكني رغم ذلك كنت سعيدا لأني افتح دروب المستقبل لأحفادي ..وإذا بي أجدكم تستفرغون فجيعتي ذاتها…
اتركني يابني فهجيرتي أشد إيجاعا من النار ..ومضى الى وطن السحاب ..
وانا اركض خلفه ..ياجدي ..يابن رشد..
رأيت حمامة بيضاء ترتحل في البعيد.. عليك السلام..