أنا مش كافر…بس الجوع كافر
هل المجتمع وراء هذه الافعال ام ان الحكومات الفاشية الدكتاتورية تعمل على خلق مجتمع فقير كل همه أن يسعى وراء لقمة عيشه… أسئلة كثيرة تراودني أين العرب؟ وأين نفط العرب؟ وأين خيراتنا المنهوبة؟..
العرب الى أين؟ فيديوهات الرذيلة وإزهاق النفس بالرصاص و الحاجة، الفقر، وشحة الفرص
أشياء مؤلمة، بل مؤلمة جدا بدأت تخرج الى السطح. هناك فقر وعوز ينخر في المجتمعات العربية مع تعثر قدرات الدول العربية على توفير نظام تكافل يضمن حياة كريمة مناسبة.
والأسوء أن كورونا وضع العصا في عجلة الاقتصاد الكوني فتوقفت الصناعات العالمية وانهار النفط ومعه قدرات الدول العربية. 90 عاما من تدفق النفط الوفير لم يتمكن العرب من خلال ما جنوه من ثروات طائلة من تشييد اقتصاد أبيض بديل ينفع ليوم يكون أسود على النفط.
اليوم الأسود أو ما يشابهه يحلق فوق رؤوس الجميع
ألمانيا لها نظام تكافل يعمل من سنوات. وعندما أتت جامحة كورونا تمكن نظام الدولة التكافلي من ضمان حياة كريمة للجميع.
فكل عاطل عن عمل، بكورونا أو بدون كورونا، له راتب شهري جيد وسكن مجاني وتأمين طبي ومنح تعليمية مجانية، فالماذا الانظمة العربية،لا يمتلكون الرعوية التكافلية.
في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تشهدها البلاد، هزنا وهز الكثير قضية انتحار رجل لبناني خمسيني في منطقة الحمرا بالعاصمة اللبنانية، حيث تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور انتحار لرجل بالقرب من أحدى المقاهي في منطقة الحمرا في بيروت، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الرجل أطلق النار في فمه، تاركا رسالة مؤلفة فوق صفحات سجله العدلي، حيث كتب عليه:
“لا حكم عليه”، مضيفا بخط يده: “أنا مش كافر بس الجوع كافر”.
وفي مصر تخرج علينا الأخبار بأن بعض فتياته بعمر الزهور يروجن لأنفسهن مما أرغم السلطات من محامكتهن على أساس جنحة الترويج للرذيلة الممنوعة.
في غياب الفرص و غياب أفق الأمل لا نعلم ما هي ظروف أسرهن وطبيعة احتياجاتهن، و لا نعلم هل هن ضحايا الرق الذي تديره مافيات الرذيلة.
كل هذا ذكرني بما ورد في الأنجيل المقدس أن نفرا أمسكوا بامرأة بتهمة البغاء وارادوا أن يرجموها فحمل صحابة رسول الله، عيسى بن مريم، عليهما الصلاة والسلام، الحجر ليرجموها….
فقال عيسى لهم: “من كان منكم بلا خطيئه فليرمها بحجر” انجيل متى ٨ / ١ – ١١
“أمَّا يَسوعُ فخرَجَ إلى جبَلِ الزَّيتونِ. وعِندَ الفَجرِ رَجَعَ إلى الهَيكَلِ، فأقبَلَ إلَيهِ الشَّعبُ كُلُّهُ. فجَلَسَ وأخَذَ يُعَلِّمُهُم. وجاءَهُ مُعَلِّمو الشَّريعةِ والفَرِّيسيُّونَ بامرأةٍ أمسَكَها بَعضُ النـاسِ وهيَ تَزني، فَاوقفوها في وَسْطِ الحاضرينَ، وقالوا لَه يا مُعَلِّمُ، أمسَكوا هذِهِ المَرأةَ في الزِّنى. وموسى أوصى في شَريعتِهِ بِرَجْمِ أمثالِها، فماذا تَقولُ أنتَ, وكانوا في ذلِكَ يُحاوِلونَ إحراجَهُ ليَتَّهِموهُ. فانحَنى يَسوعُ يكتُبُ بإصبَعِهِ في الأرضِ. فلمَّا ألحُّوا علَيهِ في السُّؤالِ، رفَعَ رأسَهُ وقالَ لهُم مَنْ كانَ مِنكُم بِلا خَطيئَةٍ، فَليَرْمِها بأوّلِ حجَرٍ. وانحنى ثانيَةً يكتُبُ في الأرضِ. فلمَّا سَمِعوا هذا الكلامَ، أخذَت ضَمائِرُهُم تُبكِّتُهُم، فخَرجوا واحدًا بَعدَ واحدٍ، وكِبارُهُم قَبلَ صِغارِهِم، وبَقِـيَ يَسوعُ وحدَهُ والمرأةُ في مكانِها. فجَلَسَ يَسوعُ وقالَ لها أينَ هُم، يا امرأةُ أما حكَمَ علَيكِ أحدٌ مِنهُم, فأجابَت لا، يا سيِّدي فقالَ لها يَسوعُ وأنا لا أحكُمُ علَيكِ. إذهَبـي ولا تُخطِئي بَعدَ الآنَ”.
عيسى بن مريم (ص)، من خلال هذا النص يطرح تساؤلات منها:
من أنتج الفقر؟ ومن جبرها على طلب الرزق هل الخوف من الجوع ؟
ومن رضى لها أن تكون بغية مقابل المال؟
هل المجتمع وراء هذه الافعال ام ان الحكومات الفاشية الدكتاتورية تعمل على خلق مجتمع فقير كل همه أن يسعى وراء لقمة عيشه… أسئلة كثيرة تراودني أين العرب؟ وأين نفط العرب؟ وأين خيراتنا المنهوبة؟..