أشأم من البسوس
“البسوس بنت منقذ” من قبيلة بكر، و تُنسب اليها حرب البسوس التي وقعت في تهامة ودامت 40 سنة، وكانت بين قبيلتي تغلب وبكر ابني وائل ومن حالفهما من القبائل العربية
“البسوس بنت منقذ” من قبيلة بكر، و تُنسب اليها حرب البسوس التي وقعت في تهامة ودامت 40 سنة، وكانت بين قبيلتي تغلب وبكر ابني وائل ومن حالفهما من القبائل العربية، وانتصرت تغلب في أربعة حروب، وبكر في واحدة، وتكافأت القبيلتان في حرب واحدة، ودارت رحى كل معاركها في تهامة ونجد، في كل صيف في ذكرى وفاة كليب.
وكانت البسوس قد خرجت بناقتها في زيارة إلى جساس بن مرة ابن أختها، وفي أثناء تلك الزيارة خرجت ناقة البسوس لترعى مع إبل جساس، وحدث أن انطلقت الناقة في أرض كليب بن ربيعة وهو زوج جليلة أخت جساس وكان سيد قبيلة تغلب.
ولما عرف كليب أن هذه الناقة الغريبة التي اقتحمت أرضه هي ناقة خالة جساس الذى لم يكن يحبه لما تدعيه جليلة من أن أخاها يساوي كليب في المنعة والعزة وهو الذي كان يُضرب به المثل في العرب ويقال عنه “أعز من كُليب”، أمر كليب بقتل الناقة، فثارت البسوس وأطلقت صيحتها الشهيرة “واذُلاه”، مستنجدة بجساس كي يثأر لها من كليب.
لكن جساس أخبرها أنه سيأتي لها بـ100 ناقة من نوق تغلب عوضًا عن ناقتها، فما كان من البسوس إلا أن هجت قومها بشعر، وعايرتهم بقلة النخوة والمروءة، فسقط ذلك في نفس جساس وخرج لقتل كليب “زوج أخته جليلة”. ثم ندم جساس وجاء أبيه آسفًا على فعلته فأشار عليه أبوه بالهرب، وإلا فإن بكر ستُسلمه لتغلب.
فجاء المهلهل بن ربيعة المعروف بالزير سالم – أخو كليب – وطالب أن يمنحوه جساس ليقتله بأخيه، فقالوا له إنه هرب، فطلب أن يأخذ همام أخو جساس أو مرة أبوه، عوضًا عنه، لينتقم من أحدهما لمقتل أخيه، فرفض بنو بكر وقالوا لا نُسلم أحدهما دون قتال، فاشتعلت الحرب بين الحيين، ودامت نحو أربعين عامًا.
وضربت العرب المثل بالبسوس في الشؤم وجعلوها نذير الخراب، بسبب ما جرته على العرب آنذاك من ويلات، بعدما أشعلت نيران هذه الحرب بسبب ناقتها، فقيل “أشأم من البسوس”.