هوزان حسين..أعتبر الوطن هو المكان الذي يدعمني ويفتح لي آفاقا لتحقيق أحلامي

هوزان : توافر الجو المناسب هو عنصر مهم لتقديم الأفضل , أرغب دائما أن أرسم وأعزف في مكان منعزل عن الضجة , وعلى أنغام الموسيقى التي أحبها ,لأنسجم مع العمل قدر المستطاع , ولتكون النتيجة ذات نجاح مضاعف .

اسفل الخبر


إعداد وحوار: حسين كري بري

هوزان حسين

هوزان حسين الفنان الشاب الذي أثبت وجوده الإبداعي بفترة قصيرة  بإتقان رسم الوجوه بدقة الواقعية  سواء بالرصاص أو الفحم أو الجاف وخاصة في فترة الأزمة السورية . الواقعية في الفن من الأسلوب الأصعب الذي يأخذ المدة الزمنية الأطول وتكون كأمتحان للصبر في أمور كثيرة ايضاً.

هوزان ولد في مدرسة الفنون فوالداه من الفنانين المعروفين في سورية , هذا ما ولد لدى الفنان فطرية الفن واكتسابها, ولكن هنا الفنان واقعي يختلف عن تجريدية الفن لدى الوالدين.

كان لمؤسسة “آراب” الحوار التالي:

أرحب بك فناننا هوزان حسين في مقدمة الحوار ، وأود ان تعرفنا عن ماهيتك شخصاً وفناناً؟

هوزان : أشكر دعوتكم , سأبدأ  من حيث ولادتي  

 ولدت مع تساقط أوراق الخريف في 30/9/1997 في سريه كانيه “روج آفا” عشت معظم مراحل حياتي في دمشق عاصمة الثقافة, أنتمي لعائلة فنية , فوالداي الفنان التشكيلي رمضان حسين والفنانة كلستان حمو, كانا دائما منبع دعمي في خطوات حياتي .

أنا طالب ثانوي علمي , وأطمح بدراسة الطب البشري , أتكلم ثمانية لغات بطلاقة 🙁 الكردية – العربية – التركية – الإنجليزية – الفرنسية – الألمانية – الإسبانية – الإسبرانتو)

فنان جرافيكي “رياليستيكي” أنتمي للمدرسة الواقعية .

عازف على آلة العود”دراسة أكاديمية” دعتني الضرورة لترك دمشق بعد الأزمة السورية , والانتقال إلى اسطنبول في 2012 , وقريبا سأنتقل إلى فيينا عاصمة الفن , لأكمل ما بدأته علمياً وفنياً.

أنا شخص طموح بطبعي ولا تنتهي أحلامي عند حد معين , بل تكبر كل يوم , فأسعى كل يوم لأكون أفضل من اليوم الذي سبق ,على طريق الوصول لقمم أهدافي .

البداية الفنية لديك متى كانت وإلى أين تريد أن تصل بفنك ؟

أرسم منذ أن تعلمت كيفية مسك القلم، أنقل كل ما أراه أمامي، شغفي بالتفاصيل جعلني مهتماً ومولعاً بفن البورتريه، حيث بدأت برسم البورتريهات في 2011 ,  كتعليم ذاتي ، ساعات طويلة من التدريب دفعتني للأمام، ومكنني من تطوير مستواي في فترة زمنية قياسية، ويزداد سقف التحدي لدي كل يوم  لتعلم المزيد، والوصول إلى أعلى درجات الاحتراف في الدقة وإعطاء الواقعية للعمل وكذلك بالنسبة لآلتي الموسيقية بدأت في السن العاشرة، ودرست في أكثر من معهد أكاديمي في دمشق.

دائما البداية هي نقطة حساسة في كل شيء و يجب استغلالها و الأساس الصحيح سيولد نجاحا. دائما أؤمن بأن التدريب يحقق المعجزات، لذا أهدف بأن أصل لمستوى محترف يمكنني من العزف في أكبر الصالات العالمية، وكل حلم يبدأ بخطوة , المهم أن نبدأ.

اجتماعياً وفنياً من كان له الفضل في ابراز فنك؟

دون أدنى شك، المحيط يأثر على المعنويات والدوافع ومشاهدة والداي أثناء عملهم كان يولد في الحماس ورغبة في الدخول  لعالمهم، فكانا دائما مصدر دعمي، وقد قدما لي كل  ما أحتاج إليه قدر المستطاع . فيما بعد بدأت الاعتماد على نفسي، أتدرب لساعات طويلة من الليل والنهار , لكي أظهر فني للعالم ، فما وصلت إليه لم يكن نتاج مصادفة , بل أعمل دائما ليكون اسمي أكبر وأكبر كل يوم ، لم ألق ذلك الدعم الذي يذكر من أي مؤسسة أو منظمة،  بل جل اعتمادي هو على نفسي ، وطبعا وسائل التواصل الاجتماعية هي كمعرضي الخاص أظهر من خلاله أعمالي الفنية ، كل ما يهمني هو ما أقدمه و وأثق دائما بما أقوم به.

إلى أي مدرسة تنتمي.. وفي أي لوحة تأثرت أكثر؟

لدي اطلاع دائم على المدارس الفنية القديمة و المعاصرة ، ولكنني من أبناء المدرسة الواقعية الكلاسيكية يصب اهتمامي في التفاصيل والواقعية في العمل، كل ما أنظر للوحات العالمية في الفن الواقعي اكتسب المزيد من الحماس والدافع للعمل أكتر ، ليس هنالك فنان محدد أو لوحة محددة تجذبني عن بقية الفنانين وأعمالهم ، فطبعا كل عمل جميل  يدعو الجميع بالاعتراف بجماليته والتحية لصاحبه.

هل هناك مناخ محدد تمارس فنك فيه أم ليس محدداً؟

توافر الجو المناسب هو عنصر مهم لتقديم الأفضل , أرغب دائما أن أرسم وأعزف في مكان منعزل عن الضجة , وعلى أنغام الموسيقى التي أحبها ,لأنسجم مع العمل قدر المستطاع , ولتكون النتيجة ذات نجاح مضاعف .

ماذا تعني لك الانثى في فنك والمجتمع؟

كل ما أتخيل الأنثى أتخيل الجمال والرقة  والإحساس، أرى في المرأة الجمال الفردوسي ، قد أجلس لساعات أتأمل في وجهها الملائكي قبل رسمها،المرأة ربتني وعلمتني ، فلها المساحة المطلقة في أعمالي ، في مجتمعاتنا الشرقية تعاني المرأة كثيرا، فحقوق المرأة واجب على كل منا، فتقدم الشعوب بتقدم المرأة، أجد سعادتي في رسم وجه المرأة ، لما يولد ذلك في من قوة وإصرار على الوصول لطموحاتي.

هل الوضع الحالي الموجود في سورية عامة وروج آفا خاصة اثرت في فنك وكذلك بالنسبة لدراستك؟

لا شيء يجعلنا عظماء سوى ألم عظيم . فنحن نمر في مرحلة تاريخية، كل لحظة مرت تعني الماضي تعني التاريخ. أحرصُ دائما أن تكون تلك اللحظة التي مضت  مميزة لتكون تاريخية!

ما نمر به هي لحظات تاريخية لسوريا ولروج آڤا على وجه الخصوص .كل الصعوبات التي واجهتها جعلتني أقوى وأكتسب الخبرة بطريقة أسرع ، بل كبرت أحلامي كثيراً منذ خروجي من سوريا ،فالأوضاع الحالية في المنطقة تكسبني قناعة بأنه هناك سبب لوجودنا، هذه القناعة تشحنني بالطاقة التي أسعى من خلالها الوصول لإنجازات علمية وفنية كبيرة .

مالعلاقة التي تجمعك مع لوحاتك؟

علاقتي عميقة ومعقدة لا يفهمها أحد غيري . أي وجه أرسمه  أحفظ تفاصيله وتطبع في مخيلتي، تكون علاقتي مع لوحاتي في أكمل حالات النجاح ،  كلما بذلت قصار جهدي في أن يكون متقناً وقوياً .

تستخدم الرصاص والجاف والفحم بدقة تحاكي الصورة فما سرها، وما رأيك بالاساليب الفنية الأخرى؟

بالنسبة لي حتى الأفلام الكلاسيكية التي تكون بالأبيض والأسود لها سحرها الخاص ، وأحب مشاهدتها بين الحين والآخر، و كذلك بالنسبة للرصاص والفحم استخدامهما فيها متعة خاصة وأهم نقطة هي معرفة كيفية التلاعب بالظل والنور والتدرب كثيرا على تدرج الألوان الرمادية .. يعطي هذا واقعية أكثر للعمل .. هنالك الكثير من الأساليب الفنية ، يجذبني كل ما هو جميل ومبتكر ، وله بعد ابداعي غير مسبوق .

الفنان يستخرج فنه من الداخل ومن المحيط ومن وجوه الناس ومن الطبيعة ومن ومن ومن… ولكل فنان اجواءه فما هي اجواءك؟

الإنسان يتعلم من الطبيعة وممن حوله ، فكل يؤثر بشخصيته وانفعالاته وأفكاره المستقبلية في الحياة، أحاول دائما أن أحيط بنفسي من أرتاح له ، لكي لا أضيع وقتي بسلبيات غيري ، لكل منا سلبيات وهذا طبيعي إن لم استفد من تجاربي لن أنجح ، إن استطعت أن أقيم حولي جوا يلائم  فكري وطموحاتي، هذا سيساعدني على تصحيح الأخطاء، والاستفادة من التجارب السابقة والسير على الطريق الصواب نحو النجاح.

مالشعور الذي خالجك أثناء مشاركتك ف المعرض ، وهل حققت حلمك فيها؟

كان ذلك المعرض خطوة من خطوات دربي , طبعا كان شعوراً مميزاً , أن يكون هناك حشداً ينظر ويتأمل  في أعمالك ،فالطريق نحو الحلم يكون مليئا بالأحداث، كل نجاح تحققه سيمنحك الدافع لتتقدم  وتدنو أكثر من حلمك،  أستطيع القول بأني حققت هدفا فيه ، ولكن حلمي الأكبر هو الوصول للصالات الكبرى حول العالم.

بالنسبة لاعمالك الحديثة مامضمونها؟

أفضل دائما عدم الإفصاح عما سأقدمه في المستقبل ، لأنني لا أحب إفساد حماس تقديم الجديد والحديث الفترة التي مضت هي فترة تدريبية للوصول لمستوى يخولني لتقديم الأفضل، أهدف بإيصال ما أشعر وأفكر به من خلال أعمالي ، مضمون العمل هو جوهره  من خلال مضمون أعمالي أستطيع أن أؤثر على غيري  وأكون قدوة للكثيرين .

كيف ترى الفن الكردي خاصة والسوري والغربي، ايهما في تقدم والآخر بطيء؟

لكل شعب له عاداته وفلكلوره، ونحن ككورد لنا تاريخ يمتد لآلاف السنين ، وتطور عندنا الفن في المراحل تاريخية، لدينا مواهب في مختلف أنواع الفنون ، لكنها تحتاج لتوجيه واستثمار للوصول لدرجات أعلى والفن في سوريا لا يأخذ حقه و يفتقر للدعم والفرص  والمواهب تحتاج إلى كثير من التدريب والعمل الجاد  هذا عكس ما يحدث في الدول الغربية حيث أن كل صاحب موهبة يمتلك المجال لتطوير موهبته وفرص أكبر للتدرب وصقل المهارات ، لذا نرى وصولهم لحالات إبداعية يكون بشكل أسرع ، ولربما أهم سبب من وجهة نظري  هو أنهم يتفهمون ماهي قيمة الموهوب، ويحاولون بشكل أو بآخر دعمه فيكون ذلك الشخص صاحب وعي كاف بالإضافة لموهبته المدعومة من قبل المحيط .

النقد.. هل أثارك النقد لاعمالك ، ولماذا . وهل تتقبل النقد ؟

لكل منا نظرته الخاصة للأمور وعلينا احترام أراء بعضنا رغم الاختلافات، أستقبل نقدا كثيراً, منه الإيجابي ومنه السلبي الإيجابي منه يجعلني أقوى اما السلبي يجعلني أكثر إصرارا وحماسا.

النقد البناء هو الطريق لتصحيح الأخطاء وإن اختلفنا في الآراء فلا داعي للنقد الهدام ، الذي يهز المشاعر ويعيق التطور وعلينا التفكير جيداً قبل إبداء الرأي لتشكل تلاحم يصب في مصلحة الجميع .

حدثنا قليلاً عن الوطن والفن وما حلمك فيهما؟

الوطن هو المكان الذي يحميك ويعطيك المجال لفعل ما تريد يعطيك الأمان، و فرصا تغنيك عن الهجرة ، أعتبر الوطن هو المكان الذي يدعمني ويفتح لي آفاقا لتحقيق أحلامي ، فبذلك أستطيع أن أقوم بأشياء فعلية من شأنها أن تبني وطني الأم . بالفن نرتقي، وبالفن نستطيع أن نحب بعضنا ومن لا يكترث للفن فهو ليس بإنسان . سيكون فاقدا للأحاسيس فلا يرى الجمال والتفاؤل ،بل ستسيطر عليه غيوم الكآبة والعنف ، فما معنى الإنسان من دون مشاعر ؟

لم تكن أحلامي لتتوقف يوما عند حد معين بالعكس تكبر كل يوم ، في مجالي العلمي والفني أحلم بالوصول لإنجازات غير مسبوقة , أستطيع من خلالها أن أقدم  للبشرية ولأمتي كل ما لدي , واجعل من اسمي مسطرا في كتب التاريخ . 

كلمتك الاخيرة للمتلقي ؟

وصولك لحلمك صعب , ولكن ليس بالمستحيل ، بالتدريب المتواصل وعدم اليأس نستطيع تحقيق ما نريد ، فكن ما تريد وتدرب اليوم وعش غداً في حلمك الذي ستحوله لحقيقة بإصرارك ، وليكن شعارك أنا استطيع وسأفعل وسأصل لما أريد.

انجازات ومشاركات:

– حاصل على العديد من شهادات الامتياز والتقدير في جميع المراحل الدراسية.

* مشاركة في معرض جماعي بالمركز الثقافي في مدينة جرمانا 2012

* مشاركة عزف منفرد في مهرجان الأمل الخيري في اسطنبول 2013

* حاصل على شهادة موقع دولينغو الإلكتروني في اللغة الإنجليزية بدرجة ممتاز.

*  حاصل على الشهادة الثانوية العامة النمساوية (الماتورا) قسم العلمي في 2018Das österreichische Reifezeugniss – Die Matura -* طالب قانون الأعمال في الجامعة الاقتصادية في فيينا Business Law* عمل مع مجلات نمساوية مثل ميس وبال كالندر , * صناعة رسومات فنية تعبيرية عن الابراج الفلكية والحفلات الكلاسيكية النمساوية.* مجلة بال كالندر اختار لوحته لتكون غلاف المجلة عام 2018 Miss- Ballkalender*  حائز على الجائزة الخاصة من قبل لجنة التحكيم لأفضل خطاب في مسابقة الخطابة النمساوية لمتعددي اللغات – الألمانية والكورمانجية-* تكريمه من قبل الرئيس النمساوي سباستيان كورتز في بلدية فيينا.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد