Bild von Rizal Deathrasher auf Pixabay

في الخيانة: حتى لا نعيشَ الصدمة مرّتين!.

إن فكرة الهَجر المُصرّح به أو الطلاق، هي حلٌّ منطقي لا قناعة لنا به لتمسكنا ببعض المثاليات الاجتماعية أو الآمال الخائبة بأن ما فَسد قابل للإصلاح، دون أن نستوعب لمرةٍ واحدة أن بعض الأمور لا يُصلح العطار منها ما أفسد الدهر…

اسفل الخبر

أن نتعرّض للخيانة؛ تلك ندبة لا تؤلم بمرور الوقت، لكنها لا تزول. لقد انتهينا من الأمر تماماً، وأصبح الخائن وقضيته نسياً منسياً، لكن ما لا نستطيع نسيانه هو العَطَب المتبقي في الذاكرة؛ رائحة كريهة تفوح عندما تُذكر أمامنا قصص خيانة شبيهة أو عندما يُذكر اسمه.


لقد برأ نفسه بأن تلك الخيانة كانت “نزوة” وأضاف حُجة إضافية: “نبوءة ذاتية التحقق”. يجد الرجال مسوّغات لكل “شيطَناتِهم” وألعابهم الطفولية ونزواتهم؛ فيصبح الحزم أمامهم ضرورة، والحذر معهم واجب. لا يخون الرجال بسبب نقص الحب أو سوء المعاملة، لا يخونون بسبب نقصٍ في جمال الأنثى أو في أنوثتها، بل يخونون لأنهم عالقون في مرحلةٍ طفولية يحبون فيها “العبث”، ولهم مسّوغاتهم (مبرراتهم) المنطقية بالنسبة إلى عالمهم الذكوري؛ العبث بدافع الفضول أو الاكتشاف، العبث من أجل التجربة والتحفيز، العبث لزيادة ثقتهم بأنفسهم، العبث من أجل التدمير أو التخريب، والعبث بدافع حبٍّ جنوني أو مَرَضيٍّ أو غير مكتمل. لكن العبث يبقى عبثاً بصرف النظر عن الدافع والنتيجة؛ هنا أحاول محاكمة الفعل بذاته وفي ذلك شيء من التعسّف الذي أدركه وأصرّ عليه؛ فالخيانة تحاكم في ذاتها لا في سياقها، لأن السياق خلّاق للمبررات و”الضرورات تبيح المحظورات”.


إن فكرة الهَجر المُصرّح به أو الطلاق، هي حلٌّ منطقي لا قناعة لنا به لتمسكنا ببعض المثاليات الاجتماعية أو الآمال الخائبة بأن ما فَسد قابل للإصلاح، دون أن نستوعب لمرةٍ واحدة أن بعض الأمور لا يُصلح العطار منها ما أفسد الدهر فيها، وأن صدمةَ من تعرضوا للخيانة تجعلهم أمام طريقين لا ثالث لهما؛ فإما أن يستمروا ببلادة وتردد وبرود طيلة حياتهم، أو أن تحكمهم شكوك مرَضية بسبب الفقد الحاصل في الأمان العاطفي وغياب هامش الثقة في علاقاتهم.
ليست الخيانة أمراً يُسوَّغ بحججٍ واهية. أن نحبّ يعني أن نصون مَن نُحب في غيابه وأن نصدق القول والفعل معه في حضوره. وإذا أخطأنا تراجعنا بحزمٍ يدعمه ازدراء الخطأ وتقريع النفس بعد الاعتراف.
أن نحبّ يعني أن نعطي كلمة واحدة لكيلا نخون أنفسنا.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

2 تعليقات
  1. ادهم يقول

    مصادفة وقع مقااك بين يدي في الحقيقة كنت ابحث في غوغل عن مدينة هامبورغ واسترجمي الى ان مقال اخر بداية في اراب بخصوص ندوة شعرية ثم لفت نظري بعض العناوين في هموم نسوية .
    في هذا المقال سألت نغسي مجموعة اسئلة قد تكون مفتاحا لحوار حول موضوع الخيانة منها:
    كيف يعتبر الشخص رحلا او امرأة خائنا بالمفهوم الحسي ? اي لو كان هناك حضور حسي يخلق عوالم جديدة اخرى في حياة اي منهما فهل يعتبر خذا الامر (عبث) خيانة الخ…
    وفي حال كان للشخصين حضورا ابداعيا يتجاوز الحضور الاجتماعي بتفرد العلاقات فربما لا نستطيع الحكم على تلك الرغبات من باب تقليدي (اجتماعي).
    انزاغقك الرأي بحضور الثقة المتبادلة لدى الشريكين وهنا يصبح لموضوع الوفاء تعريف اخر لا يرتبط بتلك الكلمة( الواحدة) التي تجمد احاسيسنا عند الذروة الاولى.

    شكرا حنين

  2. ادهم يقول

    مصادفة وقع مقالك بين يدي ، في الحقيقة كنت ابحث في غوغل عن مدينة هامبورغ واستدرجني الى مقال اخر بداية في اراب بخصوص ندوة شعرية ثم لفت نظري بعض العناوين في هموم نسوية .
    في هذا المقال سألت نغسي مجموعة اسئلة قد تكون مفتاحا لحوار حول موضوع الخيانة منها:
    كيف يعتبر الشخص رجلا او امرأة خائنا بالمفهوم الحسي ? اي لو كان هناك حضور حسي يخلق عوالم جديدة اخرى في حياة اي منهما فهل يعتبر هذا الامر (عبث) خيانة الخ…
    وفي حال كان للشخصين حضورا ابداعيا يتجاوز الحضور الاجتماعي بتفرد العلاقات فربما لا نستطيع الحكم على تلك الرغبات من باب تقليدي (اجتماعي).
    اوافقك الرأي بحضور الثقة المتبادلة لدى الشريكين وهنا يصبح لموضوع الوفاء تعريف اخر لا يرتبط بتلك الكلمة( الواحدة) التي تجمد احاسيسنا عند الذروة الاولى.

    شكرا حنين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد