(الجحيم) الذي نُسميه وطن!
هل من شعب يُقتل أو قُتل أو مازال يُقاوم كل أنواع الموت من الطبيعة إلى الحروب إلى اللجوء إلى الجوع إلى الخيام إلى العراء.
ليتني ما ولدتُ هناك، ولا كبرت هُناك، ولا انتسبت ولا نُسبت لهذا (الجحيم) الذي نُسميه اليوم وطن.
ما هذا الجحيم الذي ننتمي لهُ وولدنا فيهِ وانتسبنا إليهِ وطُردنا منهُ فتبعنا إلى منفانا واحتل سريرنا الحديدي
واحتل الخيمة وأغرقنا بشوقٍ كاذب لا يُطعم جائع ولا يُشفي مريض.
ما هذهِ البُقعة الجغرافية المُباركة التي تٌمارس الجريمة المنظمة؟
تقتلنا أفواجاً أفواجاً…. تذبحنا في وضح النهار…. تأكلنا، وتشوينا بلهبها مرة، ودموعها مرة، وحاكميها مرات.
ما هذه الأرض المُباركة التي تبلعنا وتعلكنا وتبصقنا وتمثل في جثتنا باسم الوطن.
وتُجيعنا وتسجننا وتغرقنا وتحرقنا وتخفينا وتُمحينا وتشطِبنا وتُنفينا وتُطالب في آخر اليوم
أن نقبل يدها لأننا من بلاد الشام المُباركة.
لم يعد يكتب السوريين نعوتهم ككل البشر.
لا مكان على الجدران لنعوه جديدة أو لاسم جديد أو ضحية جديدة
اليوم صار السوري يكتب بكل بساطة (انعي لكم عائلتي عمي كاملة زوجته وأطفاله وأبنائه وأحفاده)
انتهى الخبر وانتهت النعوه وانتهت العائلة بالكامل.
نحن نموت بالجملة هل من شعبٍ على هذهِ الأرض يموت بالجملة مثلنا.
هل من شعب يُقتل أو قُتل أو مازال يُقاوم كل أنواع الموت من الطبيعة إلى الحروب إلى اللجوء إلى الجوع
إلى الخيام إلى العراء.
ليتني أعرف عنوان الموت كي أذهب إليه مساء اليوم وأشرب قهوتي معهُ وأدفع له ما تبقى له
في ذمتنا من دين كي يرحل عنا ولو قليلاً.
أو ليتني أعرف طريقة أدنس فيها هذه الأرض المُباركة كي نخرج من تلك اللعنة التي نعيشها.
فلا تعود أرضاً مباركة ولا يحزنون.
لماذا لا أكون برتغالياً …. عمانياً ….. فضائياً…. أي بلاد غير تلك البلاد التي تأكلنا بالتقسيط وبالجملة وبالمفرق
للموت كما درسنا أو تعلمنا أو شاهدنا من خلال حياتنا اليومية أسباب إلا في بلادنا يأتينا الموت هكذا
من دون استئذان. موت شيطاني موت لا أخلاقي.
في بلادنا دخل الموت علينا مرة وما خرج. خرجنا من البلاد ومازال هُناك لا بل تبعنا إلى منافينا
احتل بلادنا حدودنا سماءنا خيامنا أسرتنا المصنوعة من الدموع موت لا أخلاق له
ينقض علينا في أصعب لحظات الضعف يأخذنا جانباً يُطبطبُ علينا ويأخذنا بلا رجعة جماعات عائلات،
بل أحياء بأكملها.
ليتني ما ولدتُ هناك، ولا كبرت هُناك، ولا انتسبت ولا نُسبت لهذا (الجحيم) الذي نُسميه اليوم وطن.
رحم الله السوريين في كل بقاع الأرض