اجانب أحبوا البدو

من الشعراء الذين مجّدوا العَرب وخاصة البَدْو، الشاعر الإنجليزي ويلفريد سكاوين بلَنْتْ (1844-1922)، وهو شاعر ورحّالة شكّل هو وزوجته آن إيزابيلا بلَنْتْ ثنائيا معروفا بحب الخيل العربية الأصيلة والترحال في مصر وسوريا ونجد والعراق.

اسفل الخبر

من الشعراء الذين مجّدوا العَرب وخاصة البَدْو، الشاعر الإنجليزي ويلفريد سكاوين بلَنْتْ (1844-1922)، وهو شاعر ورحّالة شكّل هو وزوجته آن إيزابيلا بلَنْتْ ثنائيا معروفا بحب الخيل العربية الأصيلة والترحال في مصر وسوريا ونجد والعراق.

نتج عن هذه الرحلات مؤلفات مثل “القبائل البدوية لبلاد الرافدين”، “والخيول العربية الأصيلة”، و”الحج إلى نجد” لآن بلنت، و”مستقبل الإسلام”، و”المُذَهّبات السبع في الجاهلية”، و”التاريخ السري للاحتلال الإنجليزي لمصر” للشاعر ويلفريد بلنت.

وعلى المستوى الشعري، فقد نشر ولفريد مجموعة من الأعمال منها “سونتات وأغنيات لپروتيوس”، وقد تضمن هذا العمل الذي نشر سنة 1875، قصيدة بعنوان “إلى بدو العرب” أو كما ترجمتها هنا “إلى العرب العَرْباء”.
لقد فُتِن بلَنْتْ كما فُتِن غيرُه من الأدباء الأوروبيين منذ القرن الثامن عشر إلى النصف الأول من القرن العشرين ببَدْوِ العَرَب. ففي عصر التنوير في أوروبا أصبح عربي الصحراء رمزا لـ ׳البدائي النبيل׳ (Noble Savage)، الذي تجتمع فيه صفات ׳الحرية، و الاستقلالية، و البساطة׳، كما صورها الرحالة الدانيماركي كارستين نيبور حين زار جزيرة العرب في الستينيات من القرن الثامن عشر.

وفي المرحلة الرّومانسيّة, كما يرى تيم فلفورد, يبرز عربيّ الصحراء في رواية الشاعر البريطاني ويليام وردزوورث لحلم كوليريدج على أنه ׳رسول الرؤيا׳، و يمثل ׳هروبا من أسطول المياه للعالم الغارق.׳ وظلت هذه الرؤية الرومانسية للبدو حتى لدى المتأخرين من الرحالة الغربيين مثل ويلفيد ثيسيجر الذي قضى خمس سنوات في عمان مرتحلا مع البدو في صحراء الربع الخالي، ما بين 1945 إلى 1950، وقد أُبْهِرَ بصبرهم، وشجاعتهم، وتسامحهم، وكرمهم و نبلهم.


وبهذا المنظور يمكن فهم الأوصاف الباذخة التي أسبغها ويلفريد بلنت على البدو في بلاد العرب، ضمن هذه الأبيات التي أترجمها اليوم.

(إلى العَرَبِ العَرْباء)
يا بني سامِ بن نوحٍ أنتمُ
صفوةُ العُرْبِ وأبناءُ الجِنانْ
يُهْرَعُ العالَمُ للذلِّ ولا
تَعْرفون العارَ أو دَرْبَ الهَوَانْ
كيف يَخشى الفَقْرَ مُعْتَزٌّ بما
كَسَبتْ كفّاهُ، واللهَ استعانْ؟
يُؤمِنُ الأعرابُ بالغَيْبِ، وإنْ
آمنوا بالعَيْشِ إيمانَ العِيانْ.
لكمُ الشّمْسُ وتَهْتَانُ الحَيَا
يا بقايا الرُّشْدِ في هذا الزمانْ
لكمُ الإقْدامُ، لا عاشتْ لنا
في بني يافِثَ أنفاسُ الجَبانْ!
عَبَثًا نلهثُ في هذي الدُّنا
لكمُ العِزُّ، ومنْ حُبّي البَيَانْ

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد