أبناءُ العَلامات
تمهيدٌ لبعضِ أقسامِ الرّجاء:
لسنا كمَن نظَرَ حُفرةً وأَعالَ يَدًا
شِقُّنا قدْ بَقِي، في صرخَةٍ لمْ نَلْقَ لها
أيَّ حَبْلٍ
مِثلَ الذين استقالوا أمامَ هيكلٍ عظميٍّ
بطولِ ثلاثينَ سانتي
وتَقَلَّموا، كُلّما هَبَّ الوَداع
تمهيدٌ لبعضِ أقسامِ الرّجاء:
لسنا كمَن نظَرَ حُفرةً وأَعالَ يَدًا
شِقُّنا قدْ بَقِي، في صرخَةٍ لمْ نَلْقَ لها
أيَّ حَبْلٍ
مِثلَ الذين استقالوا أمامَ هيكلٍ عظميٍّ
بطولِ ثلاثينَ سانتي
وتَقَلَّموا، كُلّما هَبَّ الوَداع
…
لَمْ يَجِدنا أحَدٌ حينَ طرَقَ الشّجرةَ
عندما شتَّتَتْنا الرّيحُ،
وكانَ نصيبُ اسمِكَ
يَرَقةً تَجِفُّ،
فخَبَزوكَ غِذاءَ مصيرِها
أنتَ الذي يموتُ طَلْعُكَ في العسَل
واستشهدتما، معا لِكمالِ قِصّةِ الصّنارةِ
في زِندِ امرأةٍ أحببتَها.
نحنُ الذين لسنا سِوى أنتَ
وقِطعةٌ مِنَ البَهاءِ نامَتْ تُثيرُ زَغْبَكَ
على عافِيَةِ اللّيلِ
كلّما قَلَّبْتَ ظِلَّا استشعَلتَ شمسًا
في وِسداتِكَ المُتربِّعَةِ أُسَّيْنِ
وإيكسُ جِذْرٍ تهربُون إليهِ أنتُمْ، ورأسُكَ
راحَ يبني مَجْدَهُ المجهولَ في أرضٍ
لم تغتسِلْ في عُشبِها
ألا زِلتَ تُريدُ أن تُلَقَّبَ غُصنًا؟
ألا زِلتَ تُريدُ حِجْرًا؟
هلْ تُسمِّي نفسَكَ شَعْبًا؟
نحنُ الذين استحلَّتْنا الأوراقُ
وهَوَيْنا عِندَ أوَّلِ حاجِزِ شُرطةٍ
لم يُخبِرونا عنهُ حينَ، حَلَبْنا الشّاةَ
حينَ غَمَزْنا للوَردةِ،
حينَ هَشَشْنا على الفزَّاعَة لِتستحي
ونحنُ نُسَلِّمُ حُلمًا على
قارعةِ عالمينِ، لا أيُّهُما وطنًا!
ثمّ اختبَرنا تَرمو الخُذلانِ
على خَتْمِ صَدَإٍ
تقعْقعنا في المُواصلاتِ
ونحنُ نحتَكُّ ونلتصِقُ بكُلِّ كِذبةٍ
لسنا نحنُ
أَشِقّاءَ (مِمُّو)
ولا كُنتِ ضفيرَةً أُخفيها
في صَدْرٍ يُسَمّى!
كي أَعْبُرَ سالِمًا و(زَيْنْ)
بينما أنا تمامًا، الزّيرُ الذي
لا يُسمَّى
كالنّاقِصِ ِمن لا شيءَ
فهل تعلَمُ أُمِّي عن صَهْلَةِ الرّوحِ، لَمّا
قرأتُ عن بذرتِها العنيدةِ
في سجلِّ الزّائدينَ
عنِ الحاجَةِ: “أجنبِيٌّ مِنْ مُحافظةِ كَذا”!
نحنُ الذين لستُ أعرِفُني،
نحنُ الذين لستُ أعرفُكَ
ودخلتَ دِمَشْقَ تلتمِسُ شفاعةَ
حليبٍ حرامٍ
يا أخي أأهبَلٌ أنتَ\أنا\نحنُ؟
طلبتَ مائدةً مِنْ نسيمِها
فأنْكرَكَ التُّرابُ في سَعلَةٍ
يا أخي هل كفَرْتَ؟
وقُلتَ لها:
جِئتُكِ كما الحُبِّ يَسْري، أرعى مذابِحَ
عِرْقي
أستَفْهِمُ، هل لِيَ قَبرٌ
حيثُ حَبَا دَمي على رُخامِ العَجُّورْ
وإذا نامَ النّهارُ، أينَ نَرْقُدُ؟
نحنُ الذينَ لا نكفي، لنكونَ واحِدًا
على ورقَةٍ كصَكِّ فُندُقٍ!
لأتزوَّجَ ليلى
لأُصنَّفَ ثَدْيِيًّا في عالَمِ الخاناتِ
…
أستنشِقُ سجني
وأزفُرُ حَرْبًا عاجِزة
عندَ صفصافةٍ في (نوشاتيلْ)
الحُزنُ الذي على قَفَا مَنْ يَشيلْ
و”نحنُ” أعمى المدينةِ
كَتيبَةُ شَراويلٍ، لم يعترِفِ المِحراثُ بزُلمَتِها
لهذا “نحنُ” عَصًا في حَلْقِ سَعادَتي
كُلّما رفَعتُ سَمّاعةً، أدَرْتُ ضَياعًا
نحنُ الذين لم نفتَحْ سِوى هواتفِنا
بفواتيرَ محسوبةٍ على “لا مُواطن”
ولا يحِقُّ لي أن أزرَعَ ماءً في خيالي
أن أُلَقِّمَ دَمْعَتي وأَنْقُشَها في الشّظايا
أن أقولَ “أنا”، “نحنُ”، “أنتَ”
أن أسألَ ما سيحدُثُ لو سيمشيِ العالَمُ هذا
إلى داهِيَةٍ بجوازٍ أو هُويّة؟
أحْلِقُ ذقني مِنَ الجانبينِ وأترُكُ حيثُ لَكْمةٌ،
وحدَها ما دَسستُ بعدَ العصافيرِ
وخطيئتي الأولى في قتلِها، نُطَفًا بلا عدَدٍ
أقولُ لها:
لماذا أنجَبْتِنا؟
إذا لنْ تُعَمِّدينا،
هل لا أبًا لنا، يَحوينا طَربوشُهُ؟
كَما يَحْويكِ “هُمْ” في سِيالاتِهِم
في محافظِهِم
في أدراجِهِم..
ويتناسَخونَ، في البساتينِ التي وَلَدْنا مِن أظافِرِنا
كَقَمْلِ الفول
يُسَوِّسونَ تُفّاحَ جَدّي، لأنّهم يُسَمّونَ الدّودَ
أكرادَا..
لا أُريدُ لنا أنْ نُعادَ
حينَ دخلتُ السّينما وبكيتُ على
رقْمٍ في الزِّنزانةِ ينتمي إلى ذكرى،
لمْ أَكْنْ قدْ ذُقتُ الصَّرامي على وجهي
لمّا في المدينةِ قد خلعتُ حِزامي
لأنتمِي إلى كَهْفٍ
وأخْسِفَ على نفسي من رحمةِ الشِّمبيِّ
مِنْ عَدْلِ غاباتِ سونْداربانس
كنتُ عارِيًا من قلبي
وعبثا أردنا إنْتاشَ آمالِنا الكاسِدة
في الخَيْطِ الأحمَرِ داخِلَ إِبرَةٍ
في رقصةِ الزّيتونِ
في قُبلَةِ النّوروز
في جلْبِ الكثيرِ مِن اللّاآحادِ
لنزيدَ مِنْ يُتمِ الشّجرةِ، كَيْ
نُلَقِّحَ الشَّهْدَ.
ما دامَتِ الملِكاتُ يَشفينَ الجِراحَ
نحنُ
أبناءُ العَلاماتْ.